الثلاثاء، 12 مايو 2015

*** في وداع الدكتور فرحات الدريسي: شهادة


* ملاحظة: لا يمكن أن تكون هذه الشهادة إلاّ "كلاسيكية"، بالنظر إلى وقع نبإ الموت...ولكن للحديث بقيّة...
**** توفّي اليوم، بعد صراع مرير مع المرض علم من أعلام الجامعة التونسية، أستاذ الحضارة العربية الإسلامية الدكتور فرحات الدريسي عن عمر يناهز الرابعة والستين عاما...أفنى عمره في التحصيل العلمي، ثمّ في التدريس أستاذا بالمعاهد الثانوية وأستاذا جامعيا بكلّية الآداب منوبة ودار المعلّمين العليا. هزّ خطب فقده ثلّة من أصدقائه وزملائه وطلبته، ولكنّه لم يحرّك في ذات الوقت مشاعر آخرين....
المطّلعون على مسيرته العلمية يعرفون أنّ الرجل كان عرضة سهام كثيرة في حياته...من جهات يعرفها وأخرى كثيرة لا يعرفها، كانت تحزّه حزّا وتنحره نحرا...الغاية من ذلك عرقلته واثناؤه عن منافسة المتنفّذين وما أدراك ما المتنفّذون...
...ولكن "تكسّرت النصال على النصال". اختطّ الدكتور الدريسي دربه المضيئ استاذا لامعا في اختصاصه وعالما فذّا من علماء تونس المعاصرة.
لم تفلح مكائد الكائدين و دسائس الدّساسين والمناوئين في تثبيط عزيمته او إثنائه عن مسيرته المرهقة بحثا ومشاريع علمية وإضافة منهجية، ما شكّل إضافة بائنة للدرسين العلمي والأدبي في الجامعة التونسية، وفي غيرها من الجامعات العربية والأجنبية.
كان رحمه الله، إضافة إلى خصاله العلمية، دمثا، بشوشا، غير نمّام ولا منصتا للنّمامين...ولم يك متملّقا "لحّاسا" ولا متواضعا حدّ الضعة أو متكبّرا غرورا...
ومن أجلّ صفاته حرصه على تجديد البحث العلمي، وترجم ذلك إشرافه على بحوث وأطاريح طلبته في مرحلتي الماجيستير والدكتورا ، وهو في كلّ ذلك متعاون حدّ إحراجك: يبذل الوقت والجهده والمال أيضا...
...وممّا روّي عنه يوم وفاته منقولا على لسان زوجته، أنّه قبل يومين من وفاته حرص كلّ الحرص -رغم آلام مرضه المبرّحة- على إتمام قراءته أطروحة دكتورا لإحدى طالبته وتدوين ملاحظاته حتّى يتسنّى لها مناقشتها بعد أيّام قليلة...
رحم الله فرحات الدريسي ورزق أهله وأصفياءه جميل الصبر.



هناك 3 تعليقات:

  1. استاذ عظيم. رحم الله استاذي فرحات الدريسي رحمة واسعة. كم أنار مجاهل في طريقي نحو العلم وكم أطّّرني بحرص شديد! كم حمل لي كتبا نادرة لأستنسخ منها ما أشار به علي لاستكمال ثغرات في البحوث أو لإثراء أركان فيها! كان في منتهى التعاون والمبادرة. رحمه الله رحمة واسعة.

    ردحذف
  2. استاذ عظيم. رحم الله استاذي فرحات الدريسي رحمة واسعة. كم أنار مجاهل في طريقي نحو العلم وكم أطّّرني بحرص شديد! كم حمل لي كتبا نادرة لأستنسخ منها ما أشار به علي لاستكمال ثغرات في البحوث أو لإثراء أركان فيها! كان في منتهى التعاون والمبادرة. رحمه الله رحمة واسعة.

    ردحذف
  3. (اللهم اغفر لأستاذنا وارحمه واكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة واسكنه الفردوس الأعلى )

    ردحذف