الأربعاء، 13 مايو 2015

التّراث القرائي ووجوه الانحسار الدّلالي: عودة إلى ديوان "أغاني الحياة" لأبي القاسم الشابي


بقلم الدكتور عبد القادر عليمي

     قد لا نجد أصدق من أبي القاسم الشّابي في التعبير عن الحال التونسية الراهنة استبطانا وتوصيفا. تأتّت قدرته - تلك- من صميم نصّه المشرع على المستقبل وعدم اكتفائه بالمرئي من التّجارب، حيث تعدّى ذلك إلى إعادة تشكيل إحساسه بالوقائع وبنائه الأحداث وفق زاوية جدّ مخصوصة تعيد فيها الذّات الشاعرة ترتيب الأشياء وصياغة المواقف كما تراها هي في المقام الأوّل. لقد اخترقت لغته الشعريّة حاضرها واستبقته، فطرحت قصيدته "الرؤيويّة" أسئلة عميقة تجلّت فيها القدرة على أن تكون "عابرة للزمن"، ومثّلت هذه القدرة – إلى جانب مميّزات أخرى كثيرة طبعت شعره وأسلوبه- سرّ إضفاءِ صفة "الشاعرية" عليه و"الشعريّة" على شعره[1]. فتوالت طبعات ديوانه أغاني الحياة، ومثّلت آثاره الشعريّة والنثريّة – على حدّ سواء- ظاهرة لافتة التفّ حولها النقّاد والدّارسون، ما أنتج تراكما قرائيّا/ نقديّا، ذهب بعض الباحثين إلى قصوره عن الإحاطة بالتجربة في قيمتها وأبعادها[2]. وهو ما دفعنا  في هذه الورقة البحثيّة إلى محاولة مساءلة التراث القرائي لديوان أغاني الحياة، ونعني به وسائط المقاربة النقديّة في مختلف وجوهها: التّأريخيّة التوثيقيّة، التّقريريّة الانطباعية والنّقديّة الانتقائيّة، متحسّسين – على إثر ذلك- ما اصطلحنا عليه بـ "وجوه الانحسار الدّلالي" الّذي يشوب – في اعتقادنا- تلك المقاربات من جهة المنطلقات النّظرية (ترسانة المفاهيم والمرجعيّات الفكريّة والمصطلحيّة)، ومن جهة التطبيقات العمليّة على النصوص، ثمّ من جهة النتائج الحاصلة. مقترحين – على الإثر- "فسحة "لانفتاح قرائي فيما نعتقد أنّه إمكانات مغيّبة للاستقراء والمُدارسة.
وفيما يلي أهمّ نماذج التراث القرائي.
I/ تصنيف القراءات/النّماذج
1/ القراءة التّوثيقية التّأريخيّة
يعدُّ ديوان أغاني الحياة أهمّ مؤلّفات أبي القاسم، وقد كان يعتزم نشره في حياته في (مصر) تحت إشراف الشاعر زكي أحمد أبي شادي[3]. لكن مرض الشّابي، ثمّ وفاته إثر ذلك، حال دون صُدُورِهِ فبقي مخطوطا أكثر من عشرين سنة حتّى صدر سنة 1955[4]، لتتوالى إثر ذلك الطّبعات المنقّحة والمزيدة منه، ومن أهمّها الطبعة الأولى الصادرة عن الدّار التّونسيّة للنشر (سنة 1966)، وطبعته الثانية بها (سنة 1970)، وطبعة (سنة 1984) الصادرة عن نفس الدّار، وما تلاها من طبعات تونسيّة. وأهمّ جديد فيها هو إثبات تواريخ القصائد الّتي توثّق تاريخ التّجربة الشعريّة وتسعى إلى رصد حركةِ تنامي زمنِ الكتابة الّتي اختلف نقّاد الشعر ودارسوه في تحديد بواكيرها الأولى[5]. ورغم الاختلاف فاللّافت للانتباه الاكتفاء بمقياس التّعاقب الزّمني في ترتيب قصائد الديوان إلى درجة بلغت مجرى العادةِ، حيث لم تخْلُ طبعة من الطبعات – على اختلافها- من التّنصيص التاريخي "الذي تحدّد  بدْءًا بالترتيب الّذي اعتمده الشّاعرُ ذاتهُ واستمرّ العملُ به طيلة عقود"[6]. وإذ لاحظنا ذلك، نذهب إلى أنّ الاكتفاء بهذا المقياس في الترتيب والتصنيف ما هو إلاّ ضرب من ضروب القراءة النقديّة للديوان، ما استوجب استدعاءه في هذا السّياق تحت مسمّى القراءة التّأريخيّة التّوثيقيّة.
2/ القراءة التّقريريّة الانطباعيّة
هي قراءةٌ تُقارب النّص من خارج، تحومُ حولهُ ولا تقتحمُ مجاهلهُ وأقاصيه. وقد شكّلت –بوصفها نمطًا- إطارا نظريّا لأعمالٍ إجرائيّة كثيرة اهتمّ فيها أصحابها بترجمةِ الشاعر وتفصيل أطوار حياته أكثر من الاهتمام بشعره[7] ، وتداولُوا – وفقا لذلك- جملة من الأحكامِ الّتي لا تخلو من صفتيْ التّعميم والانطباعيّة، كتلك الّتي تختزل المشهد الشعري التونسي طيلة قرن كامل (ق20) في شخص الشّابي، أو غيرها الّتي تدّعي – دون خلوّ من الإسقاط- مقاربة مظهرٍ من مظاهر الشعريّة عِندهُ[8].
3/ القراءة النّقديّة الانتقائيّة
لا يخلو هذا النوع من القراءة من تعسّفٍ على النّص الجامع (نقصد ديوان أغاني الحياة)، حيث عمد أصحابها إلى تخيّر نصٍّ – بعينه- وإخضاعه لمخبرِ التحليل النّظري، فاختلفت النتائج الحاصلة باختلاف المنطلقات والمناهج، بل بلغت – في أحيانٍ كثيرة- درجة التناقض بالنّظر لما يميّز النّظريّات الأدبيّة الحديثة- في حدّ ذاتها- من تشابك/ تقاطع يبلغ حُدودَ الغموض والالتباس. ومن أجلى مظاهر التّعسّف – أيضا- إجراء المعاني الأساسيّة والتّمثّلات المخصوصة الّتي قد تُميّزُ قصيدة ما على جلّ قصائد الديوان[9]. ولكن أجلى ما ميّز هذا النوع من الممارسة النّقديّة مساهمتها في إرساءِ نقدٍ فنّي ينبني على النّص وينهضُ في رحابه باعتباره مظهر الإبداع وفضاءه[10].
II/ في وجُوه الانحسار الدّلالي
اكتفينا في (تصنيف القراءات) بالإشارة العابرة إلى بعض " المآخذ" الّتي نزعم أنّها لازمت أهمّ نماذج التّراث القرائي لديوان " أغاني الحياة". ولم نتوسّع في ذلك لغرضٍ منهجي أساسه إفراد العنصر السّابق لغاية العرض والتّصنيف. وحيث تخصّص هذا المجال للاستبطان والتّحليل، نجد من الضروري طرح الاستفهامين التّالين: ما المقصود بوُجوه الانحسار الدّلالي؟ وما أجلى مظاهره في النّماذج القرائيّة المُشار إليها؟
نُشير – بدءًا- إلى أنّ المقصودَ به هو لفت النّظر إلى ما ميّز هذا التّراث من "انضغاط" و"اختناق" إلى درجة أنّ جُلَّ ما كُتب عن الشّابي وديوانه لا يكاد يخرج عن نطاق الإلحاح على وظائف بعينها، سعت تلك القراءات إلى إعلائها وإبرازها أكثر من غيرها بحسب الغايات والمقاصد. فالقراءة التّأريخيّة التّوثيقيّة الّتي تبدّى حضورها جليّا بالنّظر إلى طبعات الدّيوان المتتالية والّتي رُتّبت فيها المادّة الشّعريّة بحسب تواريخ القصائد، هذه القراءة على سبيل المثال لئن توفّقت في تحديد مسار الإبداع عند الشّابي ووقفت شاهدة على تعاقب أطواره التّاريخيّة واتّصال بعضها ببعضٍ، على اِعتبار أنّ الشعر ما هو إلّا أحد هذه الصّنوف الإبداعيّة الّتي يمكن أن تؤسّس لما يمكن تسميته تجوّزا بـ"تاريخ الإبداع"، واِكتسبت فاعليّتها التّاريخيّة من هذا المنطلق بحفظ الإبداع وتوثيقه، وبالتّالي صيانته من النّسيان والضّياع لأنّ الذّاكرة الإنسانيّة أعجز من أن تُحيط به شموليته وتعدّد صنوفه وتراكمه، ما يستبطن بعض النّجاعة في تنزيل القصيدة في سياقها الزّمني. لئن توفّقت في ذلك، فإنّها – في المقابل- قاربت النّص وفق خطيّة زمنيّة ثابتة لا تعرف التّبدّل والتّحوّل وجرّدته من جميع مزاياه الفنيّة والدّلاليّة والتّرميزيّة، على اعتبار أنّها لم تتجاوز المظهر إلى المخبر وتعاطت معه تعاطي المؤرّخ المهتمّ بالظواهر الخارجيّة للأحداث دُون تحرٍّ لعللها وتلمّسٍ لأسبابها الحقيقيّة. وهي، بالمحصلة صنف من صنوف التنميط ومظهر من المظاهر الّتي يتجسّد فيها الاستعمال الوظيفي البسيط (التوسّل بالتاريخ)، ما يسلّط على الفعل الإبداعي (على اعتباره فعل ابتداع وإنشاء) حدودا لا طاقة له بها.
         هذا فيما يتّصل بهذا الصنف من القراءة، أمّا القراءة التّقريريّة الِانطباعيّة الّتي أحلنا على نماذج منها[11]، فتعكس في عمومها شيئا من التّبسط في حياة الشّاعر أكثر من شعره: تبسُّط  يترجمه الإطناب في تفصيل الأطوار الّتي شهدتها حياته الشخصيّة وأثرها على شعره، والاِستطرادات على هامش التّرجمة أو الاِستشهاد[12]. كما لا يخلو أغلبها –إذا ما رام مقاربة النّصوص تحليلا وتأويلا- من تشيّعٍ لتجربة الشّابي على حساب تجارب أخرى، وتقييم لإنتاجه تقييما ذاتيّا يخضع لإملاءات الهوى والمزاجِ. وهو ما لا يُمكن أن يُفسّر إلّا على أساس الخروج عن الضّوابط المنهجيّة والمرتكزات ذات المرجعيّة العلميّة. كما يحيل على مظهر من مظاهر حصر الفعل الإبداعي (الشعر) ضمن حُدُودٍ تضيق به ليتلاشى فيما ليس منه. وهو ما قصدناه بانحسار مجاله الدّلالي.
وفيما يختصّ بالقراءة النّقديّة الانتقائيّة، نشير إلى أنّ أغلب من باشرها قد سلك مسْلك التّحليل والتّعليل، وتعزّز هذا الصنف من المقاربات بدءا من ستينيّات القرن الماضي تحديدا، وفي اِتّصالٍ مع الجامعة التّونسيّة وبعضِ أساتذتها المواكبين لما سُمّي –حينئذ- "بالنّقد الجديد"، حيث اطّلعوا اِطّلاعًا مُباشرًا على المناهج الحديثة ومصادرها. ما عزّز اِتّجاه التّخصّص، ونشأ ما يُمكن نعته بـ"النّاقد المختصّ الّذي يعي صناعته ويجتهدُ في تجويدها"[13]. على أنّ الاختصاص بالنّشاط النقدي لم يخل – فيما نزعم- من نزعة تلقينيّة/ تعليميّة، ومن إسقاط للمنهج المستجلب (الشكلانيّة، البنيويّة، السيميائيّة...) على النّص. ما أنتج تراكما نقديّا تتكرّر فيه أنساق متشابهة، (لا تختلف إلّا باختلاف المناهج الموظّفة) وهو ما ينسحب على نصّ الشّابي. ولعلّ أجلى وجوه الانحسار الدّلالي- مثلما ألمحنا- إجراء المعاني الأساسيّة الّتي تُميّزُ نصّا ما على جلّ نصوص ديوان أغاني الحياة. تلك إذن، أهمّ وجوه الانحسار الدّلالي، فماذا بشأن ما نعتقد أنّه قد يمثّل وجوها لِانفساح قرائي مجاله النّص الشّابي تحديدا؟
III / نحو انفتاح قرائي: الإمكانات المغيّبة
نقصد بـ"الإمكانات المغيّبة" الحقول الفنّيّة والدّلاليّة الّتي نعتقد أنّها لم تجد حظّا وافيا من المساءلة والمدارسة. ويمكن اختزالها في هذا السّياق ضمن مستويين أساسيين:
1/ المستوى الشكلي
أحاط قلّة من الدّارسين لشعر الشّابي ببعض مظاهر التّجديد الشكلي والنزوع إلى تجاوز القوانين العروضية الصارمة وهدْمِ المسلّمات الوزنيّة المُتماثلة الّتي استولت على الذّوق العربي واستعبدته[14]. ولكن تلك الإحاطة لم ترتقِ إلى مستوى الجديّة اللازمة، إذ اقتصرت في عمومها على بعض الإشارات "الباهتة" متوسّلة بالتّلميح دُون التّصريح والمُداورة دُون المجاهرة[15]. ولأنّ الغاية تتحدّد –ههنا- في التّذكير بهذا الأفق القرائي المغيّب نستحضر- تمثيلاً- جملة مِن القصائد الّتي تجلّى فيها تجاوُز التشطير البيتي إلى وحدة الاسترسال كـ"نظرة في الحياة" و"أنشودة الرّعد" و"يا شعر"...، وقصائد أخرى تكشّفت عن نزوع  جادّ إلى تحديث البنية الشعريّة إيقاعاً ودلالة بتوزيع القوافي وتجاوز وحدة البيت إلى التركيب المقطعي، حتّى لكأنّها تُمهّدُ بذلك "للشعر الحرّ" (قصيدة التفعيلة)، مثل "شكوى اليتيم" و"أغنية الأحزان"[16]. ثمّ لا ننسى الإشادة بملمح آخر من ملامح هذا النّزوع، يُمثّله استدعاء الموشّح في نماذج من أشعارِ أبي القاسم، وهي ظاهرة تتنزّل – في اعتقادنا– في سياق مُحاولات التّنويع الشّكلي ما يستوجبُ التّعمّق في استقراء استدعائهِ وضروب تطبيقاته. وضرورة ذلك، أنّ الشّابي – تخصيصا- لم يقف- دائما- عند الحُدودِ المائزة لهذا الفنّ- ونقصد بذلك قوانينه-فقد تجاوز أُطُرَهُ الشكليّة بالتّصرّف والإضافة والتّنويع.
والمقاطع التّالية المجتزأة من نصّه "في سكون الّليل"[17]، (المجموع الأوّل)[18] ، تعبير على ما ذهبنا إليه، يقول:
أَيُّهَا اللَّيْلُ الكَئِيبْ!
أَيُّهَا اللَّيْلُ الغَرِيبْ!
  مِنْ وَرَاءَ الهَوْلِ، مَنْ خَلْفَ نِقَابِ الظُّلُمَاتْ
  فِي خَلَايَاكَ تَرَاءَتْ لِي أَحْزَانُ الحَيَــــــــــاهْ
  هَا أَنَا أَرْنُو فَألْفِيكَ جَــــــــــبَّارًا حَطِيـــــــــمْ
  سَاكِنًا جَلَّكَ الحُزْنُ وَأَضْنَاكَ الوُجُـــــــــــومْ
  هَاجِعًا طَافَتْ بِأَعْشَارِكَ أَحْلامٌ خِضَـــــابْ
  صَامِتًا، تُصْغِي لِأَنَّاتِ الأَسَى وَالِانْتِحَــــابْ
  وَأَيْضًا كَالهَوْلِ فِي إِحْدَى زَوَايَا الهَاوِيَــــــهْ
  سَاكِبًا فِي وَاحَةِ الفَجْرِ، الدُّمُوعَ الدَّامِيَـــــــهْ
  ضَلَّ مَنْ سَمَّاكَ، يَا لَيْلُ بَنِي الحُزْنِ ، بَهِيــمْ
  إِنَّمَا أَنْتَ بِمَا تَحْوِيهِ مِنْ شَجْوٍ، رَحِيــــــــــمْ
مَا الَّذِي خَلْفَ الغُيُومْ؟
مَا الَّذِي خَلْفَ النُّجُومْ؟
    وأوّل ما يمكن ملاحظته، خبرة الشّاعر الصّناعيّة وإلمامه بالقواعد الفنّية لهذا الشكل التّعبيري (الموشّح). ولكن الإلمام سرعان ما يستحيل إلى ما يشبه التّمرّد ومجاوزة الحدود (انظر الموشّح كاملا)، فأسطر المجموع الثّالث لا تتّفق في عددها مع أسطر المجموعين الأوّلين، كما أنّ القافية متغيّرة من سطرين إلى آخرين، وهو ما أضفى على النّص تنغيمًا داخليّا خاصّا لا توقّعه القافية وحدها ولكن تُساهم فيه ألفاظ النّص المنتقاة بعناية، بل ويُساهم فيه تكرار لفظ "أيّها اللّيل" الوارد في السّطرين الأوّلين والمنتشر بعد ذلك في مفاصل النّص بصيّغٍ مختلفة (أيّها اللّيل، يا ليل...).
    تلك هي إذن بعض المحاولات التّجديديّة الّتي طالت شكل القصيدة "الشّابيّة"، ولكن هل طال التّجديد الشّكل دون المضمون؟ وهو ما يستدعي جانبًا آخر يتعلّق بمضامين الشعر ومبلغ تجديد أبي القاسم على المستوى الدّلالي/التيميائي.
2/ المستوى الدّلالي/التّيميائي
يندرج هذا المستوى – شأنه شأن الأوّل- ضمن ما نعتقد في تمثيليته لانفتاح قرائي. ومظهر ذلك أنّه "يكسب الديوان روْنقا خاصّا لا يقطع مع سالفِ تراث قراءته، بل يدعّمها بجديد النّظر وحادث التّأويل الّذي هو في صميم القصيدة الشّابيّة، لالتزامه بالمحايثة ومقاربة روحها المتوثّبة المتجدّدة، وإن مضى على انشائها زمنٌ ليس بالقريب..."[19] . ومثاله الذي لا يُعدمُ صلةً بيْن ذات النّص وذاتِ مُتقبّله التّفصيل الّذي يقدّمه الجدول التّيميائي التّالي[20]:

المحور الدّلالي
عنوان القصائد
عددها
موقعها من الدّيوان
ماهيّة الشعر
-         "شعري"
-         "يا شعر"
-         "أغنية الشاعر"
-         "قلت للشعر"
-         "فكرة الفنّان"
-         " قلب الشاعر"
6
-         ص23.
-         ص 24.
-         ص ص 25-28.
-         ص 29.
-         ص 30.
-         ص 31.
الطّفولة
-         "الطفولة"
-         "حرم الأمومة"
-         "الجنّة الضائعةّ"
3
-         ص 35.
-         ص 35.
-         ص 36.
الوجود
-         الأبد الصغير"
-         "طريق الهاوية"
-         "زوبعة في الظلام"
3
-         ص 41.
-         ص 42.
-         ص 43.
الحريّة
-         مناجاة عصفور"
-         "يا ابن أمّي"
2
-         ص47.
-         ص 49.
الجمال
-         "جمال الحياة"
-         "إلى عذارى أفروديت"- الجمال المنشود
-         "أيّتها الحالمة بين العواصف"
-         "ذكرى صباح"
-         "تحت الغصون"
-         "الغاب"
-         "أنسيم يهبّ؟"
7
-         ص53.
-         ص 54.
-         ص 55.
-         ص 56.
-         ص 57.
-         ص 59.
-         ص 62.
الحبّ
-         "إيّاك"
-         "كهرباء الغرام"
-         "الحبّ"
-         "صيحة الحبّ"
-         "ليلة عند الحبيب"
-         "الغزال الفاتن"
-         "جدول الحبّ بين الأمس واليوم"
-         "أيّها الحبّ"
-         "صلوات في هيكل الحبّ"
-         "فمُنّي بوصل"
-         "ألحاني السّكرى"
-         "حبّذا البدر"
-         "الأمل اليسير"
-         "أوجّه طرفي"
-         "فتاة الحيّ"
-         "الفتنة السّاحرة"
-         "بين خمر الهوى وخمر الدّنان"
-         "وعود الغواني"
-         "في القرارة"
-         "أنشودة الحبّ"
-         "الحلم المعسول"
-         "الحبّ السّماوي"
22
-         ص 65.
-         ص 65.
-         ص 65.
-         ص 66.
-         ص 67.
-         ص 68.
-         ص 69.
-         ص 71.
-         ص 72.
-         ص 74.
-         ص 75.
-         ص 76.
-         ص 76.
-         ص 76.
-         ص 77.
-         ص 77.
-         ص 78.
-         ص 78.
-         ص 79.
-         ص 80.
-         ص 81.
-         ص 82.

الموت

-         "النّادبة"
-         "رثاء فجر"
-         "قلب الأمّ"
-         "حديث المقبرة"
-         "تحت رسمي"
-         "في ظلّ وادي الموت"
-         "شكوى ضائعة"
-         "مأتم الحبّ"
-         "بقايا الخريف"
-         "إلى الموت"
-         "يا موت"

11

-         ص 85.
-         ص 86.
-         ص 87.
-         ص 90.
-         ص 93.
-         ص 94.
-         ص 95.
-         ص 96.
-         ص 98.
-         ص 100.
-         ص 101.

إرادة
 المقاومة
-         "إلى الطّاغية"
-         "للتّاريخ"
-         "قالت الأيّام"
-         "يا حُماة الدّين"
-         "النّبيُّ المجهول"
-         "زئير العاصفة"
-         "إرادة الحياة"
-         "إلى الشعب"
-         "نشيد الجبّار- أو هكذا غنّى برومثيوس"
-         "إلى طغاة العالم"
-         "ليت شعري"
-         "سر مع الدّهر"
-         "الأديب"
-         "لو تعلمون"
-         "تونس الجميلة"
-         "سرّ النّهوض"
-         "الصيحة"
-         "أنشودة الرعد"
-         "خَلِّهِ للموت"
20



-         ص105.
-         ص 105.
-         ص 106.
-         ص 106.
-         ص 107.
-         ص 109.
-         ص 110.
-         ص 112.
-         ص 114.
-         ص 115.
-         ص 116.
-         ص 116.
-         ص 117.
-         ص 117.
-         ص 118.
-         ص 118.
-         ص 119.
-         ص 120.
-         ص 120.
الحكمة
-         "صوت تائه"
-         "من حديث الشّيوخ"
-         "قبضة من ضباب"
-         "؟"
-         "أبناء الشيطان"
-         "الرّواية الغريبة"
-         "النّاس"
-         "متاعب العظمة"
-         "فلسفة الثّعبان المقدّس"
-         "الحقّ عند النّاس"
-         "غرفة مِن يمّ"
-         "المجد"
-         "الحياة"
-         "نظرة في الحياة"
-         "الدّنيا الميّتة"
15
-         ص 123.
-         ص 123.
-         ص 124.
-         ص 124.
-         ص 125.
-         ص 126.
-         ص 126.
-         ص 126.
-         ص 127.
-         ص 128.
-         ص 129.
-         ص 129.
-         ص 130.
-         ص 131.
-         ص 132.
الألم
-         "قال قلبي للإله"
-         (...؟؟؟)
-         "دموع الألم"
-         "النجوى"
-         "في الظّلام"
-         "الكآبة المجهولة"
-         "شكوى اليتيم"
-         "الزنبقة الذاوية"
-         "السّآمة"
-         "لولا الخطوب"
-         "أغنية الأحزان"
-         "الدّموع"
-         "أيّها اللّيل"
-         "الذكرى"
-         "في فجاج الآلام"
-         "يا رفيقي"
-         "إلى عازف أعمى"
-         "نشيد الأسى"
-         "أغاني التّائه"
-         "إلى قلبي التّائه"
-         "اكترث يا قلب، فماذا تروم؟"
-         "إلى اللّه"
-         "صفحة من كتاب الدّموع"
-         "شجون"
-         "الأشواق التّائهة"
-         "قيود الأحلام"
-         "أنا أبكيك للحبّ"
-         "في سكون اللّيل"
-         (...؟؟؟)
-         "إلى البلبل"
30
-         ص 135.
-         ص 135.
-         ص 136.
-         ص 137.
-         ص 138.
-         ص 139.
-         ص 141.
-         ص 142.
-         ص 143.
-         ص 143.
-         ص 144.
-         ص 147.
-         ص 148.
-         ص 150.
-         ص 152.
-         ص 153.
-         ص 155.
-         ص 156.
-         ص 158.
-         ص 159.
-         ص 161.
-         ص 163.
-         ص 165.
-         ص 166.
-         ص 167.
-         ص 168.
-         ص 169.
-         ص 170.
-         ص 171.
-         ص 172.
الأمل
-         "السّاحرة"
-         "السّعادة"
-         "من أغاني الرّعاة"
-         "صوت من السّماء"
-         "الصباح الجديد"
-         "الاعتراف"
-         "أحلام شاعر"
-         "المساء الحزين"
-         "تونس النّادبة"
-         "خفقات الوتر"
-         "أراكِ"
11
-         ص 177.
-         ص 178.
-         ص 179.
-         ص 180.
-         ص 181.
-         ص 182.
-         ص 183.
-         ص 184.
-         ص 186.
-         ص 188.
-         ص 199.

     ليست الغاية من استقراء المحاور الدّلاليّة التي انتظم على أساسها الجدول السّابق التّنويع في معالجة الجانب الغرضي والتّعمّق في دراسة المواضيع الشعريّة بالتّبويب والتّرتيب والتّصنيف، وإنّما تتحدّد الغاية في رصدِ المحاور الدّلاليّة العامّة الّتي استقطبت اهتمام الشّابي وسيطرت على نصوصه بالنّظر إلى ما يمكن أن يُفيده ذلك في استكشاف الأسرار الكامنة خلف اختلافها وتمايزها، ومن ثمّة تفسير أسباب تعالق بعضها ببعض واتّصالها الوثيق بتجربة الشّاعر ومذهبه في الشّعر. ولا أدلّ على ذلك من أنّ عناوين القصائد ملفوظات انتظمت وِفق أنساقٍ وبُنى لغويّة ذات مقاصد دلاليّة تبيح تعدّد المعنى، فجاء جانب منها في صيغة الإفراد مثل: "مناجاة"، "حيرة"، "شعري" ... وتميّزت أخرى بصيغتها المركّبة، مثل: "أغنية الأحزان"، "شكوى اليتيم"، "إرادة الحياة"، "أنشودة الرّعد"... ومن تجلّيات التعدّد أنّ بعضها يدور حول هموم ذاتيّة أعلق في الواقع بنفسيّة الشاعر من الشّعر في حدّ ذاته، مثل: "يا أيّها اللّيل"، "مأتم القلب"...   أو يتّصل بمعنى من المعاني (الحرّية)، مثل: "إرادة الحياة"، "أمل الشّاعر"، "الجمال المنشود"، "الإيمان بالحياة"، "يا ابن أمّي"... وقد يقارب عاطفة من أسمى عواطف الإنسانيّة، مثل: "أيّها الحبّ"، "الدّموع"، "الأمل والقنوط"... وهذه الملفوظات تتميّز – في عمومها- بإحالاتها واسعة الأفق واتّصالها بمواضيع على درجة كبيرة من التّباين. فهل يمكن والحال هذه أن نختزل نصّ الشّابي ضمن محور قرائي دون غيره؟  وهل يجوز ارتهان نَصِّهِ ضمن أطر "مضبوطة" ومقصودة سلفا؟
       إنّ القراءة التّيميائيّة تفتح النّص على أفق أرحب، صحيح أنّها تتقصّد الغرضيّة، وصحيح –أيضا- أنّها لا تخلو من تأطير وتنميط. ولكنّ مزيّتها أنّها تُنظّر للنّص في شموليّته، في إمكاناته المتعدّدة وفي انفتاحه على ما يمكن أن يكون.
     وانتهاء، فما هذا إلّا إسهامٌ في قراءة نصّ شعري "ملأ الدّنيا وشغل النّاس"، أردنا به التوطئة إلى قراءات أخرى ممكنة. ويُعهدُ إلى الباحثين استقصاء المسألة وفي الاعتبار مثل هذه القضايا.




[1] - انظر: الشاذلي بويحيى، "أبو القاسم الشّابي والشاعريّة الحقّ"، مجلّة الفكر، السنة الخامسة، العدد 8، ماي 1960.
[2] - المرجع نفسه، ص ص25-26.

[3] - أشار الشابي إلى هذه المسألة في رسالة شخصيّة بعث بها إلى أبي شادي بتاريخ 10/5/1934، للتوسّع، راجع: أبو القاسم محمّد كرّو، الشابي، حياته وشعره،  الدّار العربيّة للكتاب، 1984، ص ص130-131.
[4] - يؤكّد ابو القاسم محمّد كرّو في كتابه الشّابي، حياته وشعرُه (ص130)، أنّ هذه الطبعة جاءت خاليةً من الميزات الضروريّة لطبع أيِّ ديوان، وأنّ أهمَّ ما افتُقدَ في طبعة الديوان هو تاريخ القصائد.
[5] - لرصدِ هذا التّباين، راجع- على سبيل المثال- موقف زين العابدين السنوسي من هذه المسألة (أورده في مجلّته العالم الأدبي، السنة 4، العدد، نوفمبر 1934)، حيث ذهب إلى أنّ بوادر تجربة الكتابة عند الشّابي تعودُ إلى 1925-1926. في حين أكّد مصطفى الكيلاني – دون أن يقدّم مبرّرا لذلك- أنّ ديوان أغاني الحياة مثّل مشروع كتابة بدأت بواكيره الأولى منذ 1923 – 1924. للتّوسّع ، انظر مقدّمة ديوان أغاني الحياة (طبعة المائويّة)، ص5.
[6] - اقتطفنا الشاهد من المقدّمة الّتي وضعها مصطفى بن كيلاني لديوان أغاني الحياة (طبعة المائوية)، والّتي وسمها بـ: "وجع الكتابة، روح الحياة أو مغالبة الألم بالأمل"، للتوسّع، راجع: الديوان، تونس، طبعة دار نقوش عربيّة، 2009، ص5.
[7]- نذكر من هذه المصنّفات – تمثيلا لا حصرا- ما يلي:
-           أبو القاسم محمّد كرّو: الشّابي حياته وشعره، تونس، الدار العربيّة للكتاب، 1984.
-           --------------------: آثار الشابي وصداه في الشرق، تونس، دار المغرب العربي ط2، 1988.
-          محمّد الحليوي: "مع الشّابي"، ضمن سلسلة  كتاب البعث، تونس، نوفمبر 1955.
-          عامر غديرة: "محاولة جعل إطار لترجمة الشّابي"، مجلّة الفكر التّونسيّة، السنة 5، العدد 3، ديسمبر 1959.

[8] - مثل هذه البحوث والدّراسات كثير، نكتفي بالإحالة على بعضها:
- محمّد القاضي: "الشعر على الشعر في أغاني الحياة لأبي القاسم الشابي"، الفكر، عدد 5، فيفري 1985، ص ص 60-68.
- محمد قوبعة: "الشعر في كتابات الشّابي النثريّة"، ضمن كتاب جماعي بعنوان: دراسات في الشعريّة: الشّابي نموذجا، تونس، بيت الحكمة، 1988، ص177 إلى 221.
- عبد العزيز المقالح: "ملامح صوفية في شعر الشابي"، الحياة الثقافية، العدد 202، أفريل 2009، صص 86-90.
[9] - يكفي أن نورد في هذا الإطار الشاهد التّالي من دراسة حمّادي صمّود: "الاشواق التّائهة" مدخل إلى كون الشابي الشعري"، يقول: "...ومتى عدنا إلى أغاني الحياة وجدْنا المعاني الأساسيّة والخصائص الكبرى الّتي استخلصناها من "الأشواق التّائهة" ماثلة في جلّ قصائدِ الديوان..."، للتوسّع، انظر كتابه: من تجلّيات الخطاب الأدبي، قضايا تطبيقيّة، تونس، دار قرطاج للنشر والتوزيع، 1999، ص 95.

[10] - من أهمّ البحوث والدّراسات الّتي تجلّى فيها هذا الاتّجاه القرائي، نذكر -تمثيلا- ما يلي:
- توفيق بكّار: "على سبيل المدخل إلى شعر الشّابي"، ضمن أعمال الندوة الخاصّة بستّينيّة الشّابي. وقد انعقدت بمدينة توزر في خريف 1994. ونُشِرَ ضمن أعمال الندوة في مجلّة الحياة الثّقافيّة العدد المزدوج 69-70، 1995.
- محمد قوبعة: "إلى الطاغية" (قراءة نقديّة)، نُشرت ضمن قراءات في النّص الأدبي (سلسلة نصوص وقراءات)، تونس، طبعة المطابع الموحّدة، 1993، ص ص 89-100.
- حمادي صمّود: "الأشواق التّائهة"، مدخل إلى كون الشّابي الشعري"، ضمن كتاب جماعي نشرته المؤسّسة الوطنيّة للتّرجمة والتّحقيق والدّراسات (بيت الحكمة)، بعنوان: دراسات في الشعريّة: الشابي نموذجا، تونس 1988، ص ص 9-53.
- الطاهر الهمّامي: "جدلُ الفنّ والواقع: "أغاني الحياة" للشّابي مثالا"، ضمن كتابه: حفيف الكتابة، فحيح القراءة (قضايا ونصوص تونسيّة) (ج1)، تونس، مطبعة فنّ الطباعة، 2006، ص ص 111-134.

[11] - راجع الإحالة عدد 7 من هذه الدّراسة.
[12] - راجع: أبو القاسم محمّد كرّو، الشابي: حياته وشعره، طبعة الدار العربيّة للكتاب، 1984.
[13] - مصطفى بن كيلاني، من مقدّمة:  وجع الكتابة، روح الحياة أو مغالبة الألم بالأمل"، أبو القاسم الشّابي: ديوان أغاني الحياة (طبعة المائويّة)، تونس، دار نقوش عربيّة، 2009، ص5.
[14] - من أهمّ هؤلاء نذكر الشيخ زين العابدين السنوسي (1898-1965)، ونحيل على مقدّمة عمله التّوثيقي الهامّ الموسوم بـ: الأدب التونسي في القرن الرابع عشر، تونس، دار العرب، ج2، ط1،1927– 1928. والأستاذ الطاهر الهمّامي (1947-2009)، في إطار كتابه: كيف نعتبر الشّابي مجدّدا، تونس والجزائر، الدّار التّونسيّة للنشر والشركة الوطنيّة للّنّشر والتوزيع، 1976.
[15] - مثل ذلك، ما أورده زين العابدين السنوسي في الأدب التونسي في القرن الرابع عشر، المرجع نفسه، (ص204)، يقول: "..وكان في ألفاظه متحرّرا من القيود الزّائدة، واسع الحريّة في اختيار الألفاظ وتوسيع القاموس الأدبي بمئات من المعاني الجديدة السّامية يفرغها على بعض الألفاظ الخاملة، فإذا هي أصرح في الدّلالة من حقائق القواميس اللغويّة...".
[16] - اعتمدنا في جردنا هذه القصائد على ما جاء في كتاب مصطفى الكيلاني: أبو القاسم الشّابي: وجع الكتابة- روح الحياة، تونس، دار المعارف للطّباعة والنشر، 2004، ص77.
[17] -أبو القاسم الشّابي، ديوان أغاني الحياة، (طبعة المائويّة) ، تونس، دار نقوش عربيّة، 2009، ص ص 170-171.
[18] - الموشّح قوامه ثلاثة مجاميع، إثنان منها مُتجانسة في عدد سُطورها (المجموع الأوّل والثّاني 12 سطرا)، أمّا الثالث فقوامه عشرة (10) أسطر، وقد جاء على بحر الرّمل.
[19] - الطّاهر الهمامي: حفيف الكتابة، فحيح القراءة ( قضايا ونصوص تونسيّة)، تونس مطبعة فنّ الطّباعة،ج1، 2006، ص25.
[20]- اعتمدنا في هذا التّرتيب على ما ورد في طبعة دار نقوش عربيّة (طبعة المائويّة)، تونس2009. كما اعتمدنا على ذات التصنيف الّذي اقترحه الدّكتور مصطفى كيلاني المثبت في توطئة الدّيوان وفهرسه.





ماجدة الرومي تغني للشابي






فيروز : أقبل الصبح للشابي









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق