الخميس، 21 مايو 2015

*** في الكتابة والغواية، أو: كيف نستثمر الخسارات...


** لم أنو يوما أن أكون "كاتبا"، وقد قرأت كثيرا عن خسارات هذه المهنة... كان الشعر يأسرني،والرواية تطوّح بي في عوالمها الساحرة، أمّا القصة فبحر زاخر من الإيماءات والإلماعات والتكثيف والاختزال... ورغم ذلك لم أنو أن أكون كاتبا...
أدّعي انّي قارئ جيّد، ومطّلع على أهمّ ما صنّف في هذه المجالات، ولم أنو - رغم ذلك- أن أكون كاتبا.
...
ومضت سنوات "شقاوتي "الأدبية" مثل برق خاطف، ووجدتني -دون تخطيط مسبق- منغمسا في لجّة الكتابة...مهنة الخسارات طبعا.
أتذكّر حادثة مائزة في حياتي: كنت منذ سنوات طويلة خلت على موعد مع أستاذي الشاعر المرحوم الدكتور الطاهر الهمامي، التقيته بجهة "لافايات" بالعاصمة. بعد أن استقرّ بنا المجلس وخضنا في حديث جانبي فاجأني بالقول دفعة واحدة، قال: "لماذا لا تكتب؟".
فكّرت قليلا... وقلت: "أستاذي لم تخطر لي الفكرة مطلقا...".
قال: "...أنا بدأت كتابة الشعر منذ أواخر الستينات، كتبت قصيدتي "شيّات" وأنا بالكاد أتجاوز نصف عمرك الراهن...كتبتها وأنا أجلس في باحة مقهى "الهناء الدولي"، حين باغتني "شيّات حقيقي" لمّع حذائي عنوة ونقدته مرغما ما أمتلكه من مليمات قليلة...باغتني،نقدته عنوة، ولكنّي كنت مغتبطا، فقد أوحى لي أولى قصائدي...
قلت: "كان الشعر صدفة إذن؟".
قال: "لا...بل كان كامنا ينتظر القادح فحسب...".
ثمّ، أعاد سؤاله: "لماذا لا تكتب يا عبد القادر...؟".
****
...
منذ ذاك السؤال كانت الكتابة قدري، وبدأت خساراتي...
* عبد القادر عليمي











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق