دعا الأستاذ الجامعي عبد القادر عليمي الى ضرورة إسهام الخواص في توزيع مجلة الحياة الثقافية لتحقيق مزيد الإنتشار والإشعاع وذلك أثناء ندوة علمية انتظمت اليوم الجمعة بدار الكتب الوطنية احتفاء بمرور أربعين سنة على صدور هذه المجلة.

وبين العليمي بهذه المناسبة أن مداخلته ترمي الى تسليط الضوء على المسارات التي عرفتها مجلة الحياة الثقافية منذ نشأتها واستقراء الرهانات التي حرص القائمون عليها على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الفكرية على تجسيدها
واهتمت المداخلة التي وردت تحت عنوان "مجلة الحياة الثقافية التونسية : المسارات والرهانات" بجانب تحقيبي رصد أهم التحولات على مستوى الهيئات الإدارية والتحريرية منذ تأسيسها على يد الأديب الراحل محمود المسعدي سنة 1975 الى غاية سنة 2015 وتعلق الجانب الثاني لهذه المداخلة بالصبغة الفنية والإبداعية لمجلة الحياة الثقافية من خلال الإحاطة بنماذج من الإبداعين الأدبي والفكري اللذين سعت المجلة الى تكريسهما وإشعاعهما.
وذكر الأكاديمي في تصريح لـ(وات) أن "مجلة الحياة الثقافية تعتبر ذاكرة للأجيال ومنبرا للإبداعين العربي والتونسي على حد سواء" مضيفا أن السؤال الجوهري الذي سعى للإجابة عنه في مداخلته يتعلق بمدى توفق هذا المنبر الثقافي في تحقيق أهدافه التي قام من أجلها ".
وأضاف العليمي في ذات التصريح أن "أغلب الهيئات حققت جانبا من التوفق مع بعض التفاوت" ملاحظا أن "عدم توزيع المجلة في السوق العربية بصفة كافية نظرا لاقتصارها على موزع وحيد وهو الشركة التونسية للصحافة حال دون انتشارها بالقدر المطلوب ".
واقترح المتحدث "الإستغناء عن مبدأ تعيين رئيس التحرير الذي يمكن أن يخدم اتجاهات معينة واستبداله بلجنة استشارية موسعة تتكون من مختصين في الشأن الثقافي يتسمون بالحياد والإستقلالية عن كل اتجاه سياسي أو إيديولوجي معين" على حد تعبيره.
ومن جهته أبرز مدير مجلة الحياة الثقافية يونس السلطاني أن هذا المنبر الثقافي استمر في الصمود طوال أربعة عقود رغم بعض التعثر.
وذكر السلطاني في هذا السياق أن "المجلة مرت بظروف وأطوار لم تكن بعيدة عن المتغيرات السياسية التي عاشتها تونس ولكنها استطاعت الاستمرار وتمكنت من استقطاب عدد من الأسماء التونسية والعربية رغم المزاحمة الشديدة التي تواجهها من مجلات ثقافية تصدر في بلدان عربية أخرى سواء في الإخراج الطباعي الراقي أو قيمة المكافآت التي ترصدها للكتاب المساهمين فيها ".
وأكد المسؤول أن المجلة التي تصدر عن وزارة الثقافة والمحافظة على التراث انفتحت بعد ثورة 2011 على كل التجارب الإبداعية وكافة الإتجاهات الفكرية والأدبية والسياسية مشددا على أنه "لا امتياز لنص على آخر إلا بأهمية ومقدار الإضافة والفائدة التي يحققها ".
ويذكر أن العدد الأول لمجلة الحياة الثقافية صدر في جوان 1975 على يد مؤسسها محمود المسعدي الذي تم بنفس هذه المناسبة تخصيص معرض لأهم مؤلفاته على غرار "مولد النسيان" و"تأصيلا لكيان" و"من أيام عمران وتأملات أخرى" و"حدث أبو هريرة قال" .
وصدر للمجلة الى غاية شهر ماي 2015 زهاء 261 عدد لتهتم بكافة الفنون من مسرح وسينما وفن تشكيلي إضافة الى الإبداع الأدبي شعرا وقصة قصيرة ونقدا كما اهتمت المجلة أيضا بتقديم نماذج من أبرز الإصدارات التونسية والعربية.
ومثل هذا اللقاء مناسبة لتكريم عدد من الكتاب والادباء والمثقفين الذين اثروا المجلة وحافظوا على استمراريتها طيلة اربعة عقود.
وضمت قائمة المكرمين عز الدين المدني والبشير بن سلامة والحبيب الجنحاني وعفيف البوني ومحمد العوني وحسن بن عثمان وجمال الدين دراويل واحمد جليد وخليل قويعة وعبد الرحمان مجيد الربيعي وحبيب جغام ومحمود طرشونة.




ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق