...كيف لغريب أن يؤنس ليل وحدته القاتم؟ كيف له أن يطفئ حرائق شوقه إلى الوجوه المألوفة، الأسماء المحبّبة، مراتع الصبا، أصوات الضحكات الصاخبة النابعة من القلب، الروائح المميّزة التي تتضوّع من قضاءات الأسواق التقليديّة، العادات الأصيلة، الأعياد والمواسم والاحتفالات...
كيف لغريب أن يشفى من شجنه الدائم الموعود، من تحنانه الأصيل إلى جذوره الأولى، من نزقه الذي استحال حالة عصاب لا دواء لها.
هنا، في بلاد الثلج حيث تشقّق وجهي وافتقدت ملامحي، هنا حيث تجدّدت
أسئلتي الوجودية وكنت أسير الإجابة عليها لمدّة
طويلة، وكنت أيضا قاب قوسين أو أدنى من أن أجبن على مواجهتها أو أصاب بالجنون،
تسنّى لي أن أكتشف حلاّ لمجابهة معضلات من هذا القبيل، حلاّ بسيطا جدّا: أن أكون
رجلا لا يسعه الكون...
** عبد القادر عليمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق