معراج الوريث
( تولد
القصيدة من غيمة تُسلم إلى خيبة تفضي إلى غيبة تلدُ رسوخا في الكلام )
إن سرتَ وحدك بعد صمت
رياحهم وهمود أرواح خُدعتَ بضوئها
إن سرت وحدك ملءَ روحك وانتصرت على حنينك للسّراب وخنتَه
إن سرتَ مأخوذا بذكرى
الوردة الأولى
وبشوكة آخر الوردات وهي
ترتع في دماكَ
فاجمع غيومك كلّها
واخلع حروفكَ عن حدائق لا
تراكَ
ملحٌ روابيها ونارٌ ضفّتاها
لا تنتظر منها ضياء أو
أريجا أو ندى
خذلتك أرض قبلها
ومضت تسلّم للغريب نضارها
وثمارَها
خذلت يديك وشرّدتك
لم تصدّق ما بذلت لقلبها من وارف الأضواءِ والأنواءْ
خذلتك فيها طوائفُ
قتلوك إذ عاجوا عن النّبع
الذي فجّرتَ منه صباحهم
ذبحوا العنادل وهي تشدو في
يديك
ومضوا يحُدّون النّيوب
ويرقصون على دماها
ما زلتُ أذكر كيف ضجّوا حول
ظلّي وهو يعلو في الدّماء
صخبوا وداروا حول ضوء الظلّ
يطلع من دمي
رقصوا جنونا كالضّفادع فانتبهتُ
كانوا جميعا من عرفت على
الطّريق ومن وضعتُ
كانوا دخانا في صباحي أو
غبارًا
أو صدى وجع تمكّن من خطاي فغلّني
سمّيتهم... وطلبتُ رائحةَ
الغمام على الطّريق
فلم تردّ لي الرّياح سوى
الرّدى:
هذي وتلكَ وهؤلاء ... وأنتمُ
والموغلون بلا عيون في
الرّماد وفي الوَحلْ
الغائبون الحاضرون،
الصّامتون النّاطقون، الجامدون الرّاكضون والرّابضون كما العناكب في المُقلْ
هنّ وهُمْ... وهُوَ وهيَّ
وكلّ من أكل المسيرُ وغربلت
ريح الطّريقِ من الغمامات السّرابِ
ومن خناجر في القبلْ
سكت العواءُ... نامت ذئابُ
الحيّ سكرى فوقَ ظلّكَ
خنستْ جموع كنت ترقبُ
بعثَها
سكتت بلاد فانتفضتَ
ومشيتَ وحدكَ في عُلاكَ بلا ظلال أو ضياء أو سماءْ
ها أنت وحدكَ... لولا هذا الطّير يهمس في المدى:
كم أنت مخفيّ وعارٍ كالحقيقةِ
لا صوت يكسرُ ما كسبتَ من الوقار
ولا خيانةَ في الصّدى
كم أنت مكتظّ وخاوٍ
لا غياب ولا حضور
مُذ صرتَ ذكرى في الكلام
مُذ صرتَ جمعاً مُفردَا
أفريل 2015