الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

ديوان تسكّع على مدارج الحياة، للشاعر حبيب الحاجي

 
 
 
 
 
 
 





 
 
 
 
 
 
 
 
 
تصميم الغلاف للشاعر و الفنان طارق البوغديري
 
 
 
 
 
 
الإهداء
 
إلى كل من صنع مني إنسانا ورجلا وشاعرا، دونكم ما كنت لأكون...
حبيب
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مقدّمة المجموعة الشعريّة "تسكّع على مدارج الحياة"
                                  للشاعر التونسي حبيب حاجي

                                  بقلم / الشاعر والنّــاقد التونسي شكري مسعي .
تصديــــــر /

أحتاج أن أحكي لرمل البحر عن سرّي الدّفين
عن قصّة الملاّح أعياه الرّحيل
كالزورق المنسيّ مصّته العواصف
لا أنيس ولا خليل
من ديوان "أشرعة في وجه الرّيح "

   الشّعر حالة من الجنون أحيانا و أحيانا ضرب من الهروب إلى مرافئ هادئة أنيسة بعيدا عن صخب الحياة، وأحيانا أخرى هو
نبش في ضمير الوجود وسكينة الواقع .. هو ملاذ المبدع المسكون بوجع الذات وقلقها المتوثّب أبدا المتمرّد دوما .. وربّما كان الشعر
 مبعث آلام الشاعر ومرآة أحواله يبثّه شكواه وأمانيه ويقاسمه أفراحه وأتراحه ..ويعود إليه كلّما ادلهمّ ليل وجوده وعصفت بهدأته
رياح الحيرة والشكّ ..
  آليت على نفسي بعدما قرأت قصائد المجموعة الشعريّة "تسكّع على مدارج الحياة" للشاعر حبيب الحاجي أن أسكب في هذه 
المقدّمة  من روحي: روح الشاعر وأنظر إليه ببصيرة النّاقد الذي يعلم جيّدا أنّ قراءة الشّعر لا تخلو من مواجع وطريقها لا تسلم
من أشواك إذا أريد لها أن تكون قراءة منصفة للشعر والشاعر ..
 ومن خلال عنوان المجموعة وما اشتملت عليه من قصائد نلمس ثورة داخلية عارمة تجتاح الشاعر، نتيجة لما يحسّ به ويعانيه من
قلق نفسي وإحباطات .. فالعنوان "تسكّع على مدراج الحياة" يحيل على رغبة جامحة في التحرّر من قيود المكان والزّمان ..
رغبة في الانعتاق من أسر المفترض والممكن والواقعي ..ثورة وتمرّد على نواميس الوجود .. وإرهاصات الواقع ...

  مجموعة من قصائد الشعر الوجداني الرقيق، لا تستعصي على الفهم والإدراك، ولا تتحدى أصحاب الذكاء المحدود، ولا تعنت ذوي
القدرة المتواضعة على استشفاف رؤية الشاعر إلى ذاته والى مواقفه من الكون والحياة والحبّ والمرأة           والآخرين عموما.
  والشاعر في هذه المرايا التي تمثل الحبّ في معظم وجوهه وملامحه، صادق ومخلص، طيّع ووفيّ، بسيط سهل من غير تبذّل أو
إسفاف، يعبر عن حنينه وأشواقه الملتهبة، ويفصح عن عواطفه المتفجرة بلغة شعرية، كلماتها منتقاة، وأساليبها رصينة، وموسيقاها
رقيقة عذبة، ونسيجها قويّ متكامل.
  ماذا يسكن قلب الشاعر؟ يسكنه الطموح إلى التوحّد والحلول في جسد واحد وروح واحدة، إنّه يحلم من أجل أن تكون له أرض
 وسماء وبــحار دون حدود، وفي سبيل حلمه يغامـر بكل شيء، بدمـه وعواطفه، ويقامر بكلّ ما يملك، وهذه هي مهنة الشاعر العاشق الذي يكره أن يوجد ـ فقط ـ في قلب واحد، فهو ـ بعد كلّ رحلة عشق ـ يحسّ بالنّدم والرغبة في نسيان الماضي ..
وإذا أراد القارئ أن يتعرّف النغمة السائدة في مجموعة "تسكّع على مدارج الحياة" ، فلن يجد سوى نغمة الإحساس بالخيبة
والانكسار، والشعور بالعدم والخواء، والإبحار في سفن الحزن، والفرح في بعض الأحيان ...فرح مشبوب ..محموم..عديم الرّجاء..
ولن يجد الشاعر إلا مسافرا جوالا يبحث أو ينتظر شيئا ما، فالانتظار لدى الشاعر عذاب وقلق لا ينتهيان، فيهما يألف الحياة والحبّ،
وفيهما ينسجم مع نفسه، ويتدفّق مع ذاته أو يختلف معها إذا شاءت الأقدار!
يقول في قصيدة : " امتهان الانتظار" :
أبحث عن أمل ضائع داخل أسوار الوعي
 في الحلم...
في الصحو ...
في الزحام ...
في وحدتي
مازلت أمتهن الانتظار..

  وحينما يغنيّ للسعادة ، يخاطب المطلق البعيد بضراعة السجين المعذّب بالقيود و الأصفاد، إنه يحاول أن يستدرج السعادة ـ ذلك الطائر
 الذي تحتضنه السماوات ـ لكي تزوره حتى ولو من وراء القضبان، فالشاعر في محنته، يقف حائرا عند عتبة الانتظار والترقّب،
 ولا يملك سوى ذلك، فهو وحيد وليس أمامه الا انتظار.. خيبة جديدة وترقّب إحباط جديد، ولذلك فهو عاجز عن إدراك حلمه وتلمّسه،
وعاجز عن امتلاك مفتاح الفرح والسعادة والأمل والرّجاء الميّت، وهكذا، يظلّ حلم السعادة عند الشاعر الضائع في ملكوت الانتظار
والخيبة، الهارب من منطقة التجسيد، الغارق الذي يتعلّق بقشه من سؤال لا يجاب، ودعاء لا يستجاب!

  وتجدر الإشارة ههنا إلى توسّل الشاعر في التعبير عن تجاربه الشعرية عددا من وسائل التعبير الفني من: لغة موحية، وصور فنيّة
شكّلت في كثير منها لوحات تصورية متكاملة، ووظّف إلى جانب ذلك جملة من تقنيات التعبير الحديثة من: تناص ورمز وسرد
شعري وقيم نغمية ثريّة . لقد أعلن الشاعر حبيب الحاجي عن موهبته المتميزة في مجموعته الشعرية، فهو لا يكتفي بتأكيد شاعريته
الأصيلة، بل يفتح عالما شعريا يضجّ بالحركة والحيويّة والحياة، إن عالم الشاعر في هذه المجموعة يصنع الألفة والحب والثورة
والغضب والأمل الذي يتجسّد في تلقائية التعبير، إنه يتعامل ببساطة مدهشة مع النغم والموسيقى والموقف والتجربة، فيحسّ المتلقي
أنه إزاء شاعر لا يعنى بهذه الجماليات الفنية التي أتعب الشعراء قرّاءهم كي يتقنوها، وإنه يجسّد في شعره البساطة المشرقة التي
تكشف عن رؤية إنسانية تحتوي على حسّ أصيل بالرؤية العميقة والجوهرية في هذا العالم، وهو يمتلك الحسّ الإنساني المرهف الذي
 يرتكز على رؤية إنسانية شاملة، ولكنه أيضا يتمرّد على الواقع المعيش حوله، ويحاول إصلاحه، ويرسم خطوط المستقبل الواعد
المفعم بالأمل وانتصار الحرية، إنه يجسّد رسالته الشعرية في أمنيات سامية، إنه يسعى إلى تحقيق عالم مسكون بالإنسانية المرهفة
والحب العميق للإنسان. يقول في قصيدة "من أكون؟":
أنا الشاعر وكينونتي على ضفة الحرف منتعشة
أنا الشاعر وكينونتي مع شهقة الريح مرتعشة
تائه خلف السراب
اقبع في الزاوية المظلمة مني
يغتالني الوجد
وزخات حزن تنزلق من وجنتي مندهشة
تتجرع الأنا مرارتها وتستقي من علقمها
فهل أكون؟
  هي تجربة تتقصّى الذات لتنكشف عن الآخر في محاولة لتصدير شعورها واختلاجاتها إلى المتلقّي. تتقاسم معه ذلك الوجع
السّاكن فيها وتلك الفرحة بالحبّ الذي يملأ كونه الشعري ونفسه الوديعة ..إنها تتأسّى باللغة البسيطة في غير تكلّف ولا تعقيد وإن كانت
بعض قصائد مجموعته موغلة في التعتيم بمعنى أنّها مثل ما يرتئيه كثير من الشعراء اليوم من جعل القصيدة كونا طلسميا أحيانا رغم
ما فيه من شفافية الجمال ..

  في تجربته الشعرية يجعل من القصيدة وحدة تعبيرية متماسكة البناء من خلال بؤرة مركزية يرتبط بها النسيج الشعري مما يمنحه
 التماسك وعدم التشظي سواءٌ كانت هذه البؤرة الحاثة والجاذبة لكتل النص في مدارها الدلالي ظاهرة أو كامنة إن قصائد حبيب
الحاجي في هذا الديوان كانت تعكس تجربة عميقة برؤية متبصرة سابرة لمعانٍ قصية وليس وصفاً تقريرياً لإرهاصات ذاتية فحملت
 القصائد إشارات تترجم رؤية الشاعر لعلة وجوده وكوامن الذات البشرية وتفاعلاتها الشعورية وهي بذات الوقت كانت نصوصاً من
المشاعر الرومانسية على شكل أوتار غنائية تبثّ ترانيمها الهامسة، وتخاطب الحواسّ التي بدورها ترمّم الأجساد المتعبة، فينبع
 شعورٌ في العمق الإنساني ليرسم ألواناً من الكلمات تدغدغ القلب، فالشاعر نجح في توليف عذوبة الشعر الذي يخاطب الوجدان
 ومهمّة الشاعر الفكرية في نقل أفكار هائلة تخاطب العقل وتحدّد موقفه من ذاته والكون  .
  إن الغربة التي يعاني منها الشاعر، رغم أنه يعيش بين ظهراني أهله وصحبه، ويتمتع بصحبتهم في ربوع وطنه، ما هي الا
حتمية من حتميات الغربة النفسية التي أفرزتها جراحات الأمة العربية على امتداد مسافاتها وتباين أقطارها، فهي غربة الحرف والكلمة
واللّغة والمصير المشترك كما يقول شاعرنا أنها غربة الضياع والتمزق الذي ينتابنا اليوم يقول في قصيدة : "غربة" :
  واغتربت اغتراب القصيدة فيك
كظل وجهي الذي لا أراه
هذي صحوة موتي الأخيرة
هل تُرى هي مداه
يتلعثم الحرف ينتهي الشعر
تتصحّر القوافي
 ترتمي دون اتّجاه
   إنّنا أمامَ تجربةٍ شعريةٍ تفتحُ آفاقَها للقارئ الواعي من القراءةِ الأولى ليؤسّسَ في كلِ قراءةٍ آفاقاً عميقةً توحي بها تراكيبُ الشاعرِ
 الموجزةُ والمكثفةُ والمصاغة بدقّةٍ أسلوبيةٍ وفهمٍ عميقٍ لقدرةِ المفردةِ التي تخرجُ من إطارها القاموسي حينما توضعُ بوعيٍ وحسٍّ
جمالي ضمنَ البنيةِ الشعريةِ فتكونَ ذاتَ قدرةٍ هائلةٍ متوهجةٍ بفيوضٍ دلاليةٍ متعدّدةٍ تتجاوزُ المجالَ المضموني القريب للتركيبِ
الشعري وتكونَ ذاتَ وظيفةٍ تحفيزيةٍ سواءٌ كانتْ المفردةُ ضمنَ التركيبِ أو منفردة وهذا ما يتجلى في القاموسِ اللغوي لدى الشاعر
حبيب الحاجي..

هَدَأَتْ نَفْسي قليلاً ثُمَّ عَادَتْ للْهَلَعْ
أَتْعَبَتْني ذَاتَ صُبْحِ حَيَّرَتْ فيَّ الوَجَعْ
هَذه النَّفْسُ الحَزينَه هَلْ تُرَاهَا تَرْتَدعْ
أَمْ سَتَبْقَى مِثْلَ قَلْبي حَائرًا دَوْمٌا فَزعْ

   إنّ استيعاب الشاعر للقدرة اللغوية التي تشحن بها الجملة الشعرية والتي تعتمد الإزاحة كقوله (أيّها النبيّ المهزوم....../. فارغة
خطواتك على الرصيف/ مسافر على ضفافِ الليلِ) وتخلق تراكيب شعرية تعتمد على أنظمة بلاغية وأسلوبية كالمقابلة بين الأضداد
وفعلية الجمل وأسميتها أو بأنسنة الجامد وتحريك الساكن وتجسيد المعاني المجردة  بهيئة الملموس  والتي تجعل المتلقي متفاعلاً  مع
 النص الذي يتكون من بنى ترتبط فيما بينها بوشائج ظاهرة أو كامنة ويكون ممتصاً للكثير من السياقات المعرفية المختزلة في بنية
 النصّ والذي يجعل القارئ الواعي وكل ما يملك من ذخيرة معرفية في مواجهة نصوص الشاعر المكثفة لكي يحلّل الشفرات
المركزية  والفرعية والتي تكون ذات دور ثقافي يمنح القارئ معرفة فهي معبأة بالمستويات الدلالية وتعكس دراية الشاعر بدور
المفردة الرمزية في إثارة الخزين المعرفي للقارئ.
ظاهرة أخرى يمتاز بها الشاعر حبيب الحاجي من خلال التنوع بين ماهو سردي وماهو مختزل ومكثف، نراه تارة يشبع وحدة
الموضوع وعناصره في مستوى الدلالة التي تنبثق من ذات الشاعر، في لغة مكثفة معبرة فيها رؤية فنية وفكرية متكاملة وهذه لحظات
داخل النص الذي نراه بصورة أخرى اقرب للسرد أحيانا.
  هي تجربة شعرية تعتمد في الكثير من النصوص على الوجدان الصادق المفعم بالفكرة والفلسفة الخاصة بالشاعر مؤثثا للنص
عبارات وفضاءات ذات إيحاء موسيقي منسجم مع الخيال والمتخيل والواقع القريب والبعيد. ولأن الشعر يوّلد (فالمفردة تولد المفردة
 أيضا) وتفقس مفردات ومفردات ويؤخذ من الصور الحياتية والذاكرة الانفعالية بما تحتوي من صراعات كبيرة ومعقّدة و التي نراها ونحسّها يوميا ..في قصيدة " بعد اللقاء " يقول :
يُهَاجِرُ حُلْمِي وَيَمْضي بَعِيدًا
وَيَرْسُمُ بَعْضَ المنَى الضَّائِعَاتْ
يَهِيجُ بِيَ الشَّوْقُ لِذَاتِ لِقَاءْ
فَأبْحَثُ عَنْكِ مَعَ الذِّكْرَياتْ
وَأَرسُمُ عيْن المهَا في السَّمَاءْ
وَأَرْقُبُ نَجْمًا لَعَلَّهُ آتْ
وَهمسٌ يُضيءُ ليَالي الشّتَاءْ
وَحُلْمٌ تُعَطِّرُهُ الأمْنيَاتْ

     لقد كانتْ تجربةِ الشاعر حبيب الحاجي في ديوانه "تسكّع على مدارج الحياة" تجربةً شعرية عكستْ عن وعيٍ عميقٍ بتفاصيلِ الأزمةِ الإنسانية في خضّمِ الصراعِ الوجودي الحاد بينَ الإنسانِ وذاتهِ أو بين محيطِهِ وما يترتبُ على هذا الصراعِ من معاناةٍ وآلامٍ أو ما ينقلُهُ الشاعرُ من مأساةٍ إنسانيةٍ يفرضها عليه التزامه الوجودي تجاهَ قضايا واقعه فكانتْ قصائدُهُ انعكاسات لما يمرُّ به الشاعرُ والمجتمعُ فجاءتْ هذه القصائدُ ذات مضامينَ إنسانيةٍ بنزعةٍ إبداعيةٍ أمتلكَها الشاعرُ من جعلِ قصائدهِ وثائقَ تحملُ كثيراً من الأسئلةِ التي تصبو إلى تغييرِ الواقع وانتشالِ الإنسانِ من الواقعِ المرِّ الذي أصيبتْ به بعضَ الضمائرَ بالخسوفِ إلى واقعٍ تضيئهُ أنوارُ المعرفةِ والحب وتشع في أرجاء الضمير أقمار الحقيقة  ....

     ونرجو بهذا العرض السريع أن نكون قد أتينا على مجمل ما همت به  المجموعة من شذرات في الواقع و الحياة والذات والآخر  والوجود .. محلّقين مع شاعرنا في أجواء علويّة استمتعنا فيها بسيمفونية جدّ معبرة نتوق إلى مثلها دائما ..

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
تصدير
 
بِلاَدِي وَالهَوَى كَأسٌ وَخَمرٌ
وَحُزْنِي في سَمَاءِ اللَّيلِ بَدْرُ
لِمَاذَا اللّوْمُ فِي سَهَرِي وَلَيْلِي
أَمَا فِي الحُبِّ أنْغَامٌ وَسُكْرُ

 
 
 
 
 
 
 



رسالة

أَشتهِي الصَّمْتَ،
هَلْ أبُوحُ فَأنسَى؟
أَنْزَوِي خلفَ رُكبتيَّ كظِلِّي
أَتَهَجّى وَجْهَ وَجْهي دَرْسًا
صَمْت،
يَا الوَقتُ هَلْ تَرَى مِثلي؟
لاَ الصَّبَاحُ سَيَأتي وَاللَّيْلُ أَمْسَى
مِلْءَ هَذا الفضَاءِ تَمْتدُّ رُوحِي
سَوْفَ ترْسُو،
إنْ كانَ في المَدَى مَرْسَى


2014

قوافل الحزن و الدموع
***
يَا شَهيدًا تَسْقِي الأرْضَ دِمَاهْ،
يَنْتَابُنِي الْحُزنُ بَعْدَكْ
وَتَنْهَمِرُ الدُّمُوعْ
لِـتُـرْوِيَ قَبْرَكْ.
لَيْتَكَ وَزّعْتَ عَلَيْنَا إِيمَانَكْ،
لَيْتَكَ أَخَذْتَ مِن أعْمَارِنا عُمْرًا
لِتَكْتَمِلَ الأحْلَامْ......
كَانَ الشَّجرُ الوَاقفُ يَنْتَظِرُكَ
فَسَقَطْ ...
كَانَ الْعُشبُ اليَانعُ يَنْتَظِرُكَ
فَاحْتَرقْ ...
كَانَ الشّعَانْبِي شَامخًا يُشْبِهُكَ
فَسَقَطَ وَاحْتَرَقْ
وَأَدْمَعَكْ.
وَبَقِينَا...
تَحْمِلُنَا الآفاقُ إلَى مَتَاهاتِ الخوْفِ بَعْدَكْ،
جُرْحُنا  بَحْرُ دِمَاءٍ وَقَوَافلُ دُمُوعْ،
مَوْتُنا المؤجَّلُ مُعَلّقٌ عَلى مَدَاخِلِ المدَائنْ،
غُرباءٌ نحْنُ في بِلادِنَا
في أَفكارِنَا
أَوْ فَلْنَقُلْ مَوْتَى بِالحيَاة...
نَحْنُ أَضْرحةٌ مُتَنَقِّلَةٌ تَنقُصُهَا بَاقَةُ وَرْدْ
نَعْبُرُ اللَّيْلَ الدَّاكِنَ السَّاكِنَ فِينَا
تَسْتَنْجِدُ جِراحُنَا بِآهَاتِنا المكْبُوتَةِ
مَعَ أُفِّ الصُّدُورْ،
صَوْتُنا الْقَادِمُ مِنَ الأزمنةِ اللانِهَائيَّةِ
كَطَلْقةِ نَارٍ عَلَى قَوْسِ قُزَحْ
وَأُنشُودةٌ مَفْتوحةٌ عَلى صَرْخةِ الحُلْمِ
تَخْتَبِئُ أوْجَاعُنا المتهَاطلةُ عَلَى رَذَاذِ الحُلمِ
وَأيّ حُلْمْ !
وَهذا الكُرْسيُّ الجالِسُ فوقُه الفَرَاغْ
اَلْمَسكونُ بِالفَراغْ
سَاكِنٌ كَالصَّرخةِ
أَلَا يَتَحَرّكْ !
سَنُلَمْلِمُ جُرْحَنَا رَغْمَ انْشِرَاخَاتِ الرُّوحِ فِينَا
رَغْمَ انْقِسَامِنا
رَغْمَ انْشِطَارِنا
في زَمَنٍ تَجزّأَ فيهِ حَتَّى المجزُوءْ.
فَلَمْلِمْ جِرَاحَكَ يَا وَطَنَ الشَّهِيدْ
وَاصْرُخْ فِينا يمينًا يَسارَا
اِرْحَلُوا... اِرْحَلُوا... اِرْحَلُوا...
فَمَا أنتُمْ إلَّا فُروعٌ تمرُّ وَلَا تَعُودْ
أنَا الأصْلُ...
أنَا البَاقي... أنا البَاقي... أنا البَاقي...
2014

هَمْسُ المسَاء
                                                          
اَلْمسَاء ...
يأتيك قـُبلـَةً مَزيجُهَا شَهْدٌ وَرُضَابْ ...
غَيْمَةً عِطْرُهَا بَوْحٌ وَآهَاتْ...
في المسَاء..
يَتَنهَّدُ البَوْحُ..
يَتَمَرَّدُ العُشْقُ كَنَاهِدٍ ضَنِينْ ...
كَشِفَاهٍ ثَمِلَة
تَتَسَكّعُ عَلى ضِفَافِ الجَمْرِ
عَلَى مَشَارِفِ نَشْوَة الاحْتِرَاقْ ..
عِنْدَهَا ..
تَتَبَعْثَرُ حُرُوفي شَهَقَاتْ...
تُعَانِقُ الرُّوحَ ..
تَرْفَعُ الرَّايَةَ البَيْضَاءَ تُعْلِنُ اسْتِسْلَامَهَا ..
لِقُبْلَةِ المسَاءْ.











رَحِيلٌ فِي السَّرَاب
                                                       
كَأَنِّي أَقْبِضُ الماءَ بِيَدٍ
وَالأُخْرَى تَبْحَثُ عَنْ سَرَابْ
أَجْرِي وَرَاءَ نَهْرِ الْعيْن أَرْتَوِي
وَأَقْتَفِي أَثَرَ الحُزنِ المنسَابْ
وَأَكْبَحُ جِمَاحَ أَفْرَاحِي عُنْوَةً
أَصْرمُ خَيْلِي مُرْتَحِلًا بِلا مَآبْ
أَطْوِي الدَّهْرَ يُسَابِقُنِي قَدَرِي
فَتَسْبِقُهُ غُرّتي وَشَبَابِي












غُرْبَةُ الرُّوح

                                                      
Haut du formulaire
Bas du formulaire
Haut du formulaire
Bas du formulaire
وَاغْتَرَبْتُ اغْتِرَابَ الْقَصِيدَةِ فِيكْ
كَظِلِّ وَجْهِي الَّذِي
لا أَرَاهْ
هَذِي صَحْوَةُ مَوْتِي الْأَخِيرَة
هَل تُرى هِي مَداهْ
يَتَلعثَمُ الحَرفُ وَيَنْتهي الشِّعْر
تَتَصحّرُ القوافِي وترْتمي دُون اتّجَاهْ
رِحلةُ الحُبّ جَنائزُ بَاذخة
تَنتهي حِين انْتِهاهْ
فِي جَسَدِ المَوت يَبْدأ مَوتي
تَلَعثم ألمِي وَاسْتنفذتُ جرَاحي
نَشِيجُ مَدامعي وَمَا أختزِنُهُ فِي مَكامن الآهْ
وَفحيحُ حُلمي الضَّائع هَبَاءْ
هِيَ ذِي صَبَاحَاتي يَا وطني المَسْفوكة دِمَاهْ



15/12/2013



امتهان الانتظار
أَمْتهنُ الانتظارَ وَالعَالمُ يَحْترفُ
                                 الرَّحِيلْ
مُرْتحلٌ كفرَاشةٍ تائِهَةٍ في مَوْكِب البَحثِ عَن
                               ضوْءٍ خَافِت
أبْحثُ عَن أمَلٍ ضَائعٍ
 دَاخِل أسْوارِ الوَعْي في الحُلم...
فِي الصَّحْو ...
فِي الزّحَام ...
فِي وحْدَتي             
مَازلتُ أمْتهنُ الانتظارْ
ألقِي بِنفسِي بيْن أسْرابِ الأمَلْ...
أُلمْلِمُ انكسَارَاتِ الشَّمْس
أُحلّقُ بِأجْنحَةِ السَّماءِ المَكسُورة
لمْ يَبْقَ مَا تَبْتَزّهُ مِنِّي
أيّهَا الألم
لمْ يَبْقَ غيْرُ جُرْحي الدَّفِين....
مَازلتُ أمْتهنُ الانتظار
مُرْتحِلا فِي أتون الانكسَار
تَرْبطني أغْلالُ الذِّكرَى
أَظَلُّ أنتظِر
وَالعَالمُ رَاحِل..                                                2014




غَيْمُ الصَّبْر

تَأَبَّطْتُ صَبْرِي وَطَالَ انْتِظَارِي
وَمَلَّ وُجُودِيَ هَذَا الوُجُودْ
وَمَالَتْ يَمِينِي
وَمَالَتْ يَسَارِي
وَغِبْتُ كَثِيرًا
فَكَيْفَ أَعُودْ؟
مَعَ الغَيْمِ صِرْتُ
وَصِرْتُ أُوَارِي بَقَايَا حَيَاتي
لِنَفْسٍ جَحُودْ
2011










عَلِّمْنِي
عَلِّمْنِي 
كَيْفَ أَكتُبُ كُلَّ حَرْفٍ
كيْفَ أرسُمُ كلَّ كلامْ
كيْفَ المشيُ بعْدَ الحَبْوِ حِين صِبَايْ
كيْف أسْبِقُ كلَّ مَصِيرْ
كيْف أخطُو نحْو نهَاية
كيْف أعُدُّ كلَّ خُطايْ
عَلِّمْنِي مَعْنَى الجُرْحِ
كيْفَ أئِنّْ
مَعْنى الحِمْل حِينَ يَثقُلْ
كيْف أنهَضُ بعْد هَزِيمَة
كيْف تكُونُ كلُّ بِدايَة
مَا البدَايَة؟
***
عَلِّمْنِي مَعْنَى الشَّمْسِ ، مَا الأقمَارْ
مَعْنى اللَّيْلِ ، مَا النَّهَارْ
مَا النِّهَايَة؟
عَلِّمْنِي مَعْنَى الصِّدْقِ ، مَا الأُخُوَّة
مَا الأشيَاءُ ، مَا الجَمَالْ
كيْف الموْتُ ، مَا الرَّحِيلْ
مَعنى الهَجْرِ ، وَالرَّحيلْ
كيْف أَرْحَلْ
كَيْفَ يَكُونُ ذَا الرَّحِيلْ ؟
كيْف أخْطُو، أوْ أَتَعَثَّرْ
كيْف أشُقُّ كلَّ بَحْرْ
كيْف أطْوِي كلَّ بَرْ
كيْف أمُوتُ كيْف أَعِيشْ
كيْف أَقْهِرُ كيْف أُقْهَرْ
كيْف أُبْصِرُ كيْف أنْظُرْ
كيْف أُهْزَمُ ، كيْف أصْبِرْ
مَعْنَى الملْكِ، مَعْنى النَّصْرِ
مَا السُّلْطَانُ، مَا الأمِيرْ
مَا الأوْطانُ، مَا المصِيرْ
مَعْنَى الخَيْرِ ، مَعْنَى الشَّرْ
مَعْنَى الحَرْبِ وَالتَّحْريرْ
مَعْنى الكُفْرِ وَالتَّكفِيرْ
مَعنى السِّلمِ معْنى الحَرْبِ
مَعْنى العِلمِ وَالتَّبشِيرْ
كيْف يَمُوتُ كلَّ ضَمِيرْ
مَا البَدِيلْ؟
***
عَلِّمْنِي كيْف أسْكُنُ كلَّ قلْبْ
كيْف أَسْحُرُ، كيف أُسحُرْ
كيْف أهْدأُ فوْق الرِّمْشِ
كيْف أنامُ في العُيُونْ
كيْف أَرْوِي نَفْسًا تَعْطِشْ
حِين الفَجْرِ حِين الصُّبْحْ
كيْف أعْشِقُ ، كيْف أخُونْ
كيْف أُحِبُّ بِكلِّ جُنُونْ
مَعنى الحُبِّ مَعنى الشَّوْقِ
مَعنى السَّهَرِ ، مَعْنى السُّهْدِ
كيْف أنسَى كلَّ حُبّْ
كيْف أصِيرُ دُونَ قَلْبْ
كيْف أسِيرُ
كيْف أَمْشِي
كيْف أمْضي نحْو قبْري
دُون شقَاءٍ دُون عَناءْ
مَعنى الجَنَّةِ مَعْنى النَّارْ
مَعنى القَبْرِ وَالعَذَابْ
***
عَلِّمني أنَّ اللهَ  يسْمُو يعلُو
فوْق الذَّنْبِ
أنَّ اللهَ سوْف يغفِرُ
كلَّ ذَنْبي



من أكون؟

أنا المنقسم ، المنشطر
مشتت بين الأنا و الأخر
مبعثر
أأنا نفسي أم أنا الأخر فيّ؟
فمن أكون؟
***
أنا الراحل في ألوان الورد
المرتحل في ربوع الفجر
بين يديّ ترامت شجرة الأسئلة
فهل من مجيب
أنا القادم من ارض على شفا الموت و الأخر يموت فيها
أأنا نفسي أم أنا الشاعر فيّ؟
فمن أكون؟
***
أنا دمعة حب على جفن القمر
و الأخر قمر أغرقته دموعه
أنا الممتد في الأفق البعيد، أساير الأفق الممتد فيّ
أغوص معه في أعماق غربة الحرف
كائن غريب عن كينونتي
أأنا نفسي أم أنا الشاعر فيّ؟
فمن أكون؟
***
أنا الشاعر و كينونتي على ضفة الحرف منتعشة
أنا الشاعر و كينونتي مع شهقة الريح مرتعشة
تائه خلف السراب
اقبع في الزاوية المظلمة مني
يغتالني الوجد
وزخات حزن تنزلق من وجنتي مندهشة
تتجرع الأنا مرارتها و تستقي من علقمها
فهل أكون؟
***
أنا الأنا و الأخر
أنا نفسي
أنا جمعي
أنا مني إليّ
أنا هكذا
أنا قصيدة نداء لم نقلها بعدُ
أنا صهوة الحرف أنا الأخر فيّ
أنا نفسي أنا الشاعر فيّ
أنا صوتي و صوت الريح و السراب
أنا ولعي و لهفي
أنا همسي و ضجيجي
أنا صمتي
أنا صورتي تنزلق من راحتي لترسم دلالات وجودي
أأنا نفسي أم أنا الشاعر فيّ؟
فمن أكون ؟
***
2013





















كَلاَمُ النَّرْجَس

خُلِقتُ كبيرًا برغْم المآسِي               
 ورغمَ الصِّعَابِ وَرغمَ الْمِحنْ
وَرغمَ دُمُوعِي وَرغمَ الوَجعْ
جَعَلتُ اللّهِيبَ يصيرُ سَلامًا
أمَرتُ الغُيُومَ
بِكفِّ لظاهْ
وَحتَّى الْغَمَام لأمْري تَبعْ
وَأشعلتُ عُودا فصَار شرارا
لبِسْتُ الظَّلامَ لبِسْتُ الضِّياء
وَحتَّى الصَّباحَاتُ لم تَمْتَنِعْ
فَكيفَ تَرَانيَ بَعدُ صَغيرا
وَكلُّ الصَّحَاري وَكُلُّ البِحَارِ تَثُورُ لأجْلي
فويْلٌ لِبَرْقِ الْأَنَاشِيدِ إِنْ لم يُطِعْ
وَكلُّ حُرُوفي وَكلُّ قَصِيدِي
لآلئُ عِنْدي تُنِيرُ السَّحَابْ
ألا تَقْتَنِعْ 



2012





في لحظك جوع
و عينك تستجدي
و قلبك الموجوع
متكئ على زندي
و ف
جرك الصامت
في غفوة خرساء
و صبحك الخافت
على جيدك رداء
و حلمي الضائع
بين خدّ و خدّ
دعوتك شوقا
فابقي على عهدي



أَطْيَاف
يُعَانقُ هَمْسُكِ قلْبي بِشِدَّة                         
يُعِيدُني إِلَى دَفاتِرِ الذِّكْرَيَاتْ
تملأُ هَمَسَاتُكِ كلَّ القصِيدَة
يَسْكُنُ طيفُكِ وَجَعَ الاشْتيَاقْ
كَمَا الفَجْرُ يَغمرُ وَجهَ المدينَة
لملمِيني إِنْ تَناثرْتُ بَعيدًا
أَسْكِنيني مَرافئَ حُضنِكْ
نبضاتُ قلبي نَغماتٌ حَزينَة
وَعزْفُ نايٍ مخنُوقْ
وَذكْريَاتٌ وَأمْنياتٌ مَبتُورة
تَوارتْ خلفَ هَمَسَاتِ فَجرِك
فَاحْضُنيني وَالْبِسِيني وَرْدة
فَقَدْ تَورَّطتُ فِيكِ بِشدَّة
لم يَعُدْ لي مِن الاخْتيار
سِوَى قَلَمِي وَمداده الوَجَع
لم يَعُدْ لي مِن الاخْتيار
سِوَى التَّوَحُّدِ فيكِ بِشدَّة


2014
                              لا تَلُومِي
لا تَلُومِي يَا حَبِيبَهْ
إِنَّهُ الفَجْرُ يَعُودْ
إِنَّهُ الصُّبْحُ لِعَيْنَيْكِ آتْ
***
لا تَلُومِي
مُنْذُ آلافِ السِّنِينَ تَعْتَريني الأُمْنِيَاتْ
كَمْ أَرَاقَ الجفنُ دَمعًا
في لياليَّ الطِّوالْ
أَرْقُبُ الفَجْرَ الجَمِيلْ
مثلَ طِفْلٍ دَاهَمتْهُ الظُّلُمَاتْ
***
لَمْلِمِي يَا عَيْنُ دَمْعَكْ
غَيِّرِي ثوبَ القلقْ
وَاهْطلي عِطرًا وَذكرَى
طَافَ في الأَعتَابِ سِحرُكْ
وَانْسُجي مِن سِحْر جَفنك
خيْط فَجْرٍ مِثلَ قِنديلَ الأُمْسيَاتْ
***
يَا نَسِيمَ الصُّبحِ خُذْني
نحوَ روْضٍ ، نحوَ زَهْرْ
حَيْثُ أَنْسَى مَا اعْتَراني
مَوْسقَ الصُّبْحُ غِنَاءً
صَاغَ للحُسن شَذاهْ
يَرسمُ في الخدِّ وَردَة
وَيذُوبُ النَّهرُ مِن وَهْجِ الشِّفَاهْ
***
مُنذُ آلافِ السِّنينْ
قُلْتِ إنَّ الفجْرَ قَادمْ
يَرحلُ اللَّيْلُ الحزينْ
يحملُ الهمَّ مَعَهْ
لا تَلومي يَا حَبِيبهْ
هَا هُوَ الصُّبْحُ يُضيءْ
فَاستبحِي مِنهُ بعضَ القُبُلاتْ

2014











أَزْهَارُ الصَّبَاح
                                                       
ضَمَّنا الشَّوقُ هُيامًا فالتقيْنا
وَرَحْلنا نَحْو إبْحَارٍ جَميلْ
وَسَمعْنا همسَاتِ الأَمسِ تسْري
فاقترَبنا مِنْ شَذَى الأُفْق العَليل
وَسَرتْ في الصُّبْحِ أَصْوَاتٌ تُنَادَي
يَا رِفاقَ الفَجْرِ وَاللَّيْل الطَّوِيل
هَا هُوَ الأفْقُ كَمَا الوَرْدُ النّديُّ
مِثْلَ أَزهارٍ عَلى الغُصنِ تميلْ
هَا هُوَ الدَّرْبُ رِياضٌ تَتَغَنَّى
بِشفاهِ الزَّهرِ وَالخدِّ الأسِيلْ




الرباط  2013



                           إلى صديقي

كانَ هُنا
يُطِيلُ النَّظرَ في وَجهي الشَّاحِبْ
يَسْتغربْ
يُلهِيهِ الشُّحُوبُ عَن السَّفرْ
بَيْن عُيُوني
أسْئلةٌ حَائرةٌ دُون إجَابَة
وَدُمُوعُ الشَّجَنِ تطفُو عَلى المقلةِ الشَّاحِبَة
أيقرأُ فيهَا حُزن العُمْرْ؟
صَديقِي ، هُوَ العُمْرُ مَرّْ
وَأنتَ هُنا تُديمُ النّظرْ
فَكمْ مِن رُؤيَةٍ تلزمُ لِتَعرفَ أيْن أَسيرْ
وَأيْن المقرّْ
صَديقي
أنتَ هُنا
وَأَنا هُناك ... أَنتظرْ
عُرسُ بلادي الّتي تُحتضرْ
في مخد
َعِهَا السِّرّيّْ
وَبيْن غابَاتِ الشَّجَرْ

2013






ضَيّعَ البُعدُ رُوحِي
أَيْقَظَ فيَّّ
جُرُوحِي
بَعْدَ أَنْ كَانَ انْدَمَلْ
أَطْفَاَ اللَّيْلُ شُمُوعِي
رَاقِصًا فَوْقَ جُرُوحِي
كانَ زَهْرًا فَذَبَلْ
اَرَّقَ السُّهْدُ مَنَامِي
بَعْثَرَ الوَجْدُ دٌمٌوعِي
نَامَ حُلْمِي لاَ أَمَلْ


 
 


























بعض الكلام


سَأَحْمِلُ رُوحيَ فوْق جُرُوحي
وَأَحمِلُ قلبيَ بيْن يَدَيَّ
وَأُسْلمُ نفسِي لِقسْوةِ قَلبِك
وَأَمْضي ...
وَأَجْعَلُ جُرْحيَ بيْن حُرُوفي
وبيْن كُؤوسي وهذا الأَلَمْ
وَأَدفنُ عينِيَ بيْن جُفُوني
أنامْ ...
وَأَهجرُ مِنك إليْك أَعُودْ
وَأَرْسُمُ وَرْدًا لِفَجْرِ الخدُودْ
يَنَامُ عَلى رَاحتيْك الأملْ
وَبعض كلامْ...

2008








وَطَنٍي يَسْكُنُ لَيْلٍي
****
هَدَأَتْ نَفْسي قليلاً ثُمَّ عَادَتْ للْهَلَعْ
أَتْعَبَتْني ذَاتَ صُبْحِ حَيَّرَتْ فيَّ الوَجَعْ
هَذه النَّفْسُ الحَزينَهْ هَلْ تُرَاهَا تَرْتَدعْ
أَمْ سَتَبْقَى مِثْلَ قَلْبي حَائرًا دَوْمًا فَزعْ
***
وَ انْقَضَى الفَرْحُ سَريعًا مثْلَ عُمْري مَا رَجَعْ
مثْلَ لَيْلي في سَوَادِهْ حَتَّى فَجْرهْ مَا طَلَعْ
أَيَّهَا العَازفُ حُزْني أَيَّ نَايٍ أَسْتَمِعْ
مُؤْلِمٌ عَزْفُ حُرُوفِي مُؤْلمٌ حَدَّ الْوَجَعْ
***
وَطَني يَسْكُنُ لَيْلٍي هُوَ بَعْدُ مَا رَجعْ



بِلادِي


في بِلادِي كانَ كلُّ النَّاسِ أهْلِي
صَار الكلُّ سُجَناءْ
وَاسْتَباحَ الغُرْبُ فيهَا
وَاسْتَبَدَّ الغُربَاءْ
في بِلادي مَاتَ أهْلُ الجُودِ فيهَا
كنَّا فيهَا شُرفاءْ
صِرنَا فيهَا دُون قِيمَهْ
كيفَ صِرنا جُبناءْ
يا بِلادي يَا عَزيزهْ 
أهْلي فيك جَائعُونْ
هُم عُراةٌ
هُم حُفاةٌ
سَلّمُوك للغَريبْ
سَنُصلِّي يَا بِلادي
فَاقْبِلي مِنّا النّداءْ


2011

بَيْني وَبيْن نِزَار
في غمرة الشّباب سنة 1999 وفي غمرة الإعجاب الشّديد بقصائد الشّاعر الكبير نزار قبّاني وتأثرا بوفاته، كتبت هذه القصيدة المحمّلة بأحلام شابّ يحاول كتابة الشّعر.

كتبْتُ شِعْرًا كلُّه غَزَلْ
أبْياتُهُ مَلأى بِالحبِّ وَالأمَلْ
تَقْرؤُهُ النِّساءُ تهيمُ بالقُبَلْ
كَلُّهُنّ يَتمنّينَ أن لا تَنتهي الجُمَلْ
وَتَرتمي النَّظراتْ
تَبْحَثُ عَمّن أَهْوي
وَتنفرُ النُّهُود تُثيرُها النّجوَى
وَتنْطوِي السُّطور فوْقها النُّهودْ
تَتلهَّفُ الأنفَاسْ
وَتَرتخي الزُّنُودْ
تَتلمَّسُ الجُملْ
***
كتبتُ شعْري ليْتني مِثْل شِعْري
تَرْتمي العَذارَى
في أحْضانِ شِعري
وَترتَخي الجُفونُ ….. تنامْ
وَتَرقص الشِّفاهُ ….. هُيامْ
يَا ليْتني شِعْري يَا شِعْري
                                       ماجل بلعباس في 1999
سيِّدُ المجَانِين


يَا مُحدِّدي أثمانَ البَيْع ، مَا ثَمني ؟
فَمَا ثـمَّة شَيْءٌ إلّا الموْتَ بِلا ثمنْ
أنَا النّبيُّ ، أنا المجنُونْ
أنَا ... للمَرَّة الألف أُباعُ مِثلكُم بلا ثَمنْ
وَللمرَّة الألف أضِيعُ عَلى رَصيفِ الحيَاة
يحْملني الرّيحُ كوَرقةٍ منْسيَّة
إلَى قبْري المجهُول
للمرَّةِ الألف أجِدُني تائهًا بلا وُجْهة
أَحْملُ قلْبي الجريحْ
تَنزفُني السِّنُونْ
وَرقة خَريفٍ تُودِّعُ وَرقة
***

للمرَّة الألف أُدْفَن في مَقابِر الحيَاة
وَتُدفنُ مَعِي وُرُودي وَنُبوّتي
فيَا نَابِشي القُبُور هَذا قَبْري اُنْبشُوهْ
وَيا نَاهِشي القُلوب هَاكُم قَلبي اُنْهُشوهْ
فكلُّ آمَالي اليَوْم أنْ أتَصَفَّح جَريدَةَ الصَّباحْ
دُون أنْ أَقْرأَ حَظّك اليوْم
وَأقرأ خَبَرًا عنْ وَطني الجمِيلْ
يجْعلُني يَومًا سَعيدًا
وَيُنسِيني جُنُوني
****

للمرَّة الألف أَقُولُ إِنّي أَتيْتُ إلَى الدُّنيَا نَبيًّا
فهَلْ صَفَّقتْ لي الأشْجَارْ؟
هَل غنَّتْ لي الطُّيُورْ؟
هَل صَلَّتْ لمقَدْمي الأزْهَارْ؟
فَعَرفتُ أنَّ النَّاسَ مَوْتَى
وَأنّي مَيِّتٌ عَلى قيْد الحيَاة
وَأنّي سيِّدُ الدَّراويش
فمَا صَدَقْتُم، فهَلْ تَصْدقُونْ؟
***

للمَرّة الألف تُزْهِرُ في شِعْرِي الحقِيقَة
وَقُولوا عَنّي مَجْنُونْ
أنَا سَيِّدٌ إذًا عَلى المجَانِينْ
وَأعْترفُ أنِّي مُقَصِّرٌ في حقِّ بَلدِي
وَاعْترافي شَقَّ هَدِيرُهُ السَّماءْ
وَقسَّم الأرْض أنْصَافًا
فمَنْ أنَا ؟ وَمَن أنْتُمْ؟ وَمَن هَؤُلاءْ؟
هَزائِمِي تَكرَّرَتْ حَتَّى لَفَظتْني إلَى الرَّصِيفْ
***

أيُّهَا النَّبيُّ المهْزُومْ
مَا صَدَّقَ أهْلٌ نَبِيّهُم
فَارْحَلْ فمَا أنْت إلّا مجْنونْ


من هزائمي لسنة 2013

















هَذَيَان

أنَا الفَوْضَى ...
حِينَمَا الفَوْضَى تَعُمْ
يملكُني الفَرحْ ...
يَهْجُرُني السَّقَمْ
تَعْصِفُ بِي الأوْجَاعْ...
يسْكُنُني الألمْ
فَأَترنَّحُ بيْن وُجُودِي وَبَيْن العَدمْ
***
أنا الشِّعْرُ ...
إذَا مَا الشِّعرُ انْدَثرْ
أنَا الحرْفُ..
إذَا مَا الحَرفَ احْتُضِرْ
تَتَشَكَّلُ فيّ كلُّ النُّجُومْ...
وَسِحْرُ القَمرْ
وَأحْلُمُ حِينًا ...
بِأَنّ القُيُودَ قدْ تَنْكَسِرْ
***
أنَا الحُزنُ ...
إذَا مَا الحُزْنُ اكْتَمَلْ
أنَا الفَرَحْ...
في عُيُونِ الطُّفُولَةِ يُطِلْ
أنَا الحلْمُ في عُيُونِ السَّاهِرَاتْ ...
أنَا الأمَلْ
أنَا بَعْضُكُمْ ...
أنَا جُزْؤُكُمْ...
أنا فِيكُمْ كُلُّ الكلْ

                  2012












حَبِيب
                                                                 
مَا أنْتَ مِن هَذِي الحيَاة
فأيُّ مَكاَنٍ وَأيُّ زَمانْ
فِي المدَى تسْتحِقّْ
فَلا تَتَشَبَّهْ بِشَيْءْ
فَمَا ثمّةَ مَا يُشْبِهُكْ
Haut du formulaire
****
قُلْ يَا حَبِيبْ
أَأَخَذْتَ مِن الحيَاة بَعضَ الصِّفاتْ؟
زخَّاتِ دَمْعٍ وَغيْمِ مَطَرْ
همْسِ الرَّبيعِ وَخَفْقِ الوَتَرْ
تَرَاتيلِ صُبْحٍ وَأُمْنيَاتِ المسَاءْ؟
***
قلْ يَا حَبِيبْ
هَل تَتَعافَى دُونَ أَلَمْ
أَمْ نَجَحتَ دُون فَشلْ؟
تركتَ هُناك بَعضَ الأثرْ
وَجِئْتَ هُنا تَنْتَظِرْ؟
أَتطْلُبُ مِنَ السِّنينِ الأفضَلَ منْهَا؟
ألَسْتَ أنتَ الأفضلَ فيهَا؟
وَأيّ السّعَادَاتِ أنتَ سَتَطلُبْ
وَكلُّ السَّعَادَة بيْن يَدَيْكْ...
***        
فَكُنْ يَا حَبيب
كَمَا الأُسْدُ حِين انتِصاركْ
كمَا الصَّقرُ حينَ الشُّموخْ
كَما الصُّبْحُ حينَ انبِلاجِكْ
كمَا اللَّيلُ حينَ الرُّضُوخْ


2011












هارب

الهَارِبُ مِنْ جَحِيمِ الموْتِ، يحتَضِنُ قبْرَهْ
وَالحَامِلُ لأوْهَامِ الحيَاةِ ، يَفتَرشُ صَبْرَهْ
وَأنَا هَذا وَذَاكْ
أَمْتَشِقُ حلمي وأنام .
***
المولُودُ عَلى وَجْهِ الخَطَإ كَقَدَرِهْ
وَالمسَمَّى مَجَازا " حَبِيب "
الزَّاجِرُ لحُلمِهِ منذُ النُّعومَة
لا يُشبِهُ غيْرَهْ
***
أنَا الَّذي شَبَّ كَـــــــــ:
                الـمُمْتدِّ خَارجَ المسَاحَاتِ الّتي تَحْتويهْ
               وَالمتَجاوزِ لكلِّ المسَافاتِ الّتي تمْشِيهْ
               وَالمارِّ مِن بَينِ أُذن وَأُذْنٍ إذْ تُحَاكيهْ
              وَالمسَافِرِ في قَاطِراتِ الزَّمانِ عَلى غيْر خَارطَة
            وَالمتَوزِّعِ عَلى شِفاهِ فَجْرِهْ
يَنتَظرُ التَّورُّطَ في الأوْهَامْ
****
الجَالسُ عَلى ثوْبِ رَبْوَةٍ
يَكتَشِفُ أَنَّهُ الخَائفُ المقْعَدْ
المسَايرُ لتَنَاقُضَاتِهِ
مُعْجبٌ بِسيْرِهْ
صُودِرَ صَمتُهُ ، صُودرتْ كلُّ رُؤاهْ
هُوَ المخْفِيُّ بيْن طَيَّاتِ دُخانِ سَجَائرِهْ
وَالمتَخفِّي في زَفِيرِ صَدرهْ
يَبتلعُ مَتَناقِضاتِهِ وَيَصْمُتْ


2014














                        بَعْدَ اللِّقَاء

يُهَاجِرُ حُلْمِي وَيَمْضي بَعِيدًا
وَيَرْسُمُ بَعْضَ المنَى الضَّائِعَاتْ
يَهِيجُ بِيَ الشَّوْقُ لِذَاتِ لِقَاءْ
فَأبْحَثُ عَنْكِ مَعَ الذِّكْرَياتْ
وَأَرسُمُ عيْن المهَا في السَّمَاءْ
وَأَرْقُبُ نَجْمًا لَعَلَّهُ آتْ
وَهمسٌ يُضيءُ ليَالي الشّتَاءْ
وَحُلْمٌ تُعَطِّرُهُ الأمْنيَاتْ
وَيُوقِظُ حِسًّا يكادُ يَمُوتْ
وَيَرسُمُ ضَوْءًا لَدَى الظُّلُمَاتْ
ألَا سَامِريني بِنُورِ القَمَرْ
فَليْتَ النُّجُومَ تُحَاكِي هَواكْ
نُعَانقُ حُلمًا وَنَرسُمُ حُبًّا
وَنمْحُو الْهُمُومَ لِسَبْقِ الممَاتْ
هُمُومًا تُسَافِرُ عَبر السِّنِينْ
وَقَلْبي تُحَاصِرُهُ الأمْنيَاتْ
***
أَرَاكِ بِحُلْميَ كلَّ مَسَاءْ
كَلَحْنٍ شَجِيٍّ مَعَ الأغْنِيَاتْ
وَطيْفُكِ طَيْفٌ يُثِيرُ الشُّجُونْ
يُطِلُّ عَليَّ مِنَ الشُّرُفاتْ
يَظَلُّ مُضيئًا يُرَاقِصُ حُلمِي
كمَا الْيَاسَمِينُ كمَا الملكاتْ
وَخَدُّكِ فَاقَ جَمَالَ الوُرُودْ
وَفَاقَ عَبِيرًا شَذَى المُزْهِرَاتْ
وَثَغْرُكِ فَجْرٌ تَبَسَّمَ سِحرًا
وَبَارقُ سَيْفٍ يَردُّ الغُزَاةْ
أَخَذْتِ مِنَ البَدْرِ كُلَّ الجَمَالْ
وَحُزْتِ مِنَ الحُسْنِ كلَّ الصِّفَاتْ
لَعَلِّي عَجِزْتُ عنِ الوَصفِ يومًا
فَلا قَولَ عِندي وَلا كَلِمَاتْ
***
فَعُمْرِيَ قَبلكِ ضَاعَ هَباءً
وَعُمْرِيَ بَعْدَكِ كَالأُحْجِيَاتْ


تونس 2012





تَرَاتِيلُ عاشِقَةٍ: إلَى رَجُلٍ يَسْكُنُنِي

يَا رَجُلا أَخْرَجَني مِنْ صَمْتي
وَجَعَلَني أَرْقُبُهُ كلَّ فَجْرْ
لِيَمْلأنِي شَوْقًا وَحَنَانَا
يَا رَجُلًا أَرَّقني لَيْلُكْ
أَتعَبَني يَومُكْ
يُوجِعُني حُبُّكَ حَدَّ الهَذَيَانْ
يَا رَجُلا يُنْبِتُني زَهْرَهْ
يَجْعَلُنِي نَسْمَهْ
يَمْنَحُني مَجْدًا طُولَ الأزمَانْ
يَا رَجُلاً يَسْكُنُني نَبْضُهُ
يَمنَحُني صَدْرَهُ
يُدْمِنُني نَشوةً حَدَّ الطَّيرَانْ
يَحْتَاجُكَ بَرْدُ وُجُودِي
فِي عُمْقِ الظلْمَةِ وَالعَتمَةِ
يَا رَجُلا يَزْرعُ بَسمَةً
تُنْسِينِي كُلَ الأَحْزَانِ
يَا رَجلا حِينَ أَضُمُّه
يَأخُذُنِي عِطْرَهُ نَحوَ النِسْيَانِ
يَا أَنْتَ يَا فَجرَ لَيلِي
أَحتَاجُكَ رَمزًا يُرشِدُنِي
وَتُكْمِلُ فِيّ كُلَ النُقْصَانِ
يُجَدِّدُنِي حُبُك يَا رَجٌلا
يَُمَزّقٌَنِي وَيَأِخُذُنٍي نَحْوَ الإدْمَان
أَدَْمَنْتُكَ حُبًا
أَدْمَنْتُكَ عِشْقًًًا
أَدْمَنْتُكَ رُوحًا وَكُلَ الإِيمَان
يَا رَجُلا عَلَّمَنِي الدُنْيَا
وَمَعْنَى العِشْقِ
وَأَدْخَلَني مَمْلَكَةَ الشَوِْقِ
وَأَلْبَسَنِي أَغْلَى التِيجَان
يَا رَجُلا أَوْدَعْتُهُ دَقَاتَ القَلْبِ
وَمَفَاتِيحَ الشَرَيَانِ
يَا رَجُلا مَزَّقَ أَنْفَاسِي
وَأَمْتَطَى صَهْوَةَ أَحْلاَمِي
وَأَغْرَقَ عُمْرِي بَيْنَ الشُطْئَان
يَمْتَزِجُ يَا سَيِّدِي عِطْرُكَ
مَعَ فَجْرِي
مَعَ سِحْرَ الآذَان
وَيَجْعَلُ مِنٍّي
إِمْرَأَةً أُخْرَى
بَعْثَرَهَا حُبُكَ يَا رَجُلا
يُمَارِسُنِي مِهْنَةَ السَجَان
لَمْلَمْنِي أَيُّهَا السَاكُنُ فِيّ
وَاجْمعني
كَعِطرِ الشَذَى
كَقَطرِ النَدَى
وَرُوح الرَيْحَان
وَازْرعْنِي إِنْ كُنْت قَادِر
زهْرًا جَديدًا فِي
أَشْهى بُسْتَان

سوسة 2012




















مناجاة

***
أكلما تقدمتَ، ظلك تأخر
و قلبك تعثر
و الجسد البعيد يهوي
على شفى الهوّة يتدحرج يتكسر
يا أنت ، يا أنا ،
فارغة خطواتك على الرصيف
لا ترسم ظلك
حتى القافية لم تعد تشبهك
أو هي تحتضر
***

وجدت نفسي
 لا اعرف نفسي
 فانا غريب عني
رغبة ملحة في إذابة متجمدي
في تحريك السكون الأبديّ
في العلوّ فوق العلوّ
في مواساة الحزن
أحزان عمري
ليالي صبري
رغبة الرقص بين دفتي الانتظار
و الرقص بين الارتحال نحو المجهول و الارتهان للموجود...


2014
































لم يبق من السهارى غير السكارى
ولم يبق من الليل إلا الضجر
مددت يدي أُزيح كؤوسي
فمالت علي تريد السهر
ألا فارحميني حبيبتي غابت
ولم تأت حتى سئمت القدر















تَهْوِيمَاتُ عَاشِق

بِصِدْقِ المَشاعِر وَصِدْقِ النَّوَايَا
تَسَاقطَ قلبي بيْن يَديْكْ
وَقدْ كانَ جُلمُودَ صَخرٍ لاَ يَنْفطِرْ
وَهَا عَيْنِي قَبْلَ السَّمْعِ نَطَقَتْ
وَهَا رُوحي تحُومُ تريدُ المُسْتقرْ
كأنِّي أسْتمتعُ مِنكْ...
بِنَظرةٍ وَقُبلةٍ أحْلى مِن السُّكَّرْ
كأنِّي أسْتمتِعُ مِنكِ بِضَمَّة
وَإني أُخفي عَنك وَلا أُبدي
شَوْق اللّيَالي وَسُهْدي حَتَّى مَطلعِ فَجرِي
تنامِينَ؟ نَوْمًا هَنيئًا
إنِّي لَحَارسُك يُسامِرني وَجْدي
وَأنظرُ الصُّبْحَ لأرسُمَ لك بُسْتانًا مِنَ الوَردِ وَالزَّهْرِ
فَصَبَاحُكِ كلُّ خَيْرِ






حِينَ أَهْفُو إِلَيْك
                                                       

هَاجِمٌ كَوَجْهِ الرَّعْدِ عَلى بَعْضِي
كَوَجْعِ الحَرْفِ في نَبْضِي
مُنْحَنٍ
يَحْدَوْدِبُ ظَهْرُ الدَّهْرِ مِن أَلَمِي
حَزينٌ
رَاحِلٌ في الشّرْيَانِ كالشُّهُبِ
وَالْقَلبُ مُنْفطِرٌ بالأوْجَاعِ لَوْ تَدْرِي
أسِيرٌ
لَمْ تَغْمِضْ عَيْنَايَ مِن ذِكرهَا
وَأنَا السَّائلُ المحْرُوم
الـمُقيَّد
ألا بَلِّغُوا الرَّاحَ أنِّي شَارِبُهُ
وَأنّ الكُؤُوسَ مَالتْ تُناجيها
يَا غَائِبَةً
إنْ رَحَلَتْ خِلتُ المَنيَّةَ آتيَة
وَإنْ عَادَتْ صَارَ الكوْنُ وِسَادَةَ أَدْمُعِي
تِلْكَ الَّتي فِي البُعْدِ تَسْكُنُنِي
تِلْكَ الَّتِي في الحُلْمِ تَحْضُنُني
وَحِينَ التَّلاقي...
جَفَافُ هَجْرٍ وَعُنْفُ اشتِيَاقْ
يُوَحِّدُنا، يَغسِلُنا وَهْجُ العِنَاقْ
وَللدّفْءِ احْتِضَان
تَعَدَّى حُدُودُ الاحْتِوَاء
أَيَكُونُ ابْتِلَائِي؟
بِكأسِ التَّسَاقي؟














لست نسيّا
***
يمر اليوم كئيبا حزينا
ويبقى دمعي أبيّا
...عصيّا
أبحث عنك بين الوجوه
... الغريبة
علّي أراك مع كل وجه يمرّ
أسبق نفسي إليك أجيء
و أرسل حماما يحمل إليك
أحلى كلام و أحلى سلام
فيا طير بلغ حبيبي عشقا أبيّا
و يا زهر الحقول و سحر الربيع
سلم حبيبي وردا شهيا
و يا ضوء النجوم
و سحر القمر
بلغ حبيبي أني لست
... نسيّا
2009








حَيْرَة

أَتَمْشِي عَلَى وَجهِ المَاءِ تَهِيمْ
وَنَعْلُكَ الثّائر مَثْقُوبْ !
وَتَحْفِرُ في البَحْرِ نَعش
َ الْحَيَاة
وَوَجْهُكَ الدَّامي مَقْلوبْ !
حَتَّى فِي المَوْت أنتَ مَطرودْ
فأيّ البلادِ تجُوبْ !
وَأيّ القُبُور تَحوي مَوتَكْ !
مَنصُورٌ أنتَ أمْ مَغلوبْ !











هَديَّةٌ لِعيدِ مِيلادي 46

أيُّهَا الرَّاحلُ في غيْر وَقتْكْ
أَتَأْخُذُ مِنّي كُلَّ الأمَانِي ؟
................
أَيُّهَا الرَّاحِلُ دُونَ انْتِظارْ
تَأخُذُ عُمْري دومًا مَعكْ
وَيرْحلُ عِطْري مِثلَ النَّدَى
مِثلَ الضَّبَابِ هَلْ يَخلفكْ
تَضوّعَ وَردي تكسَّرَ شَوْكُهْ
تنهّدَ العُمْرُ، هل أُسْمِعكْ
أيّهَا العُمْرُ تَمَهّلْ قلِيلاً
تَمَهّلْ تَمَهّلْ كَيْ أُدْرِكَكْ
فليْسَ لديّ غيرُ الكلامْ
غيرُ القصيدِ ، هلْ ينْفعكْ؟
..................
أيُّها الآتي في غير وَقتِكْ
مَاذا وَجَدْتَ غيرَ الأمانِي ؟

18/12/2014






آثَارُ الْأَيَّام
يَا وَجهِي الشَّاحِبَ
أَتَثْمُلُ مِن خمْرَةٍ لا تَنسَكِبْ
يَا عَيْني السَّكْرَى
يَا أَصْلَ ذُبُولِ ذاكَ الهُدْبْ
يَا لانتظارِي البَعِيدْ










هَمْسَةُ شَوْق

مِنْ خَمْرةٍ مَعْتوهَةِ القطرَاتِ 
مِنْ خُيُوطِ الفجْر مِن عُيُون الشَّمْس 
مِنْ صَمْتِ شفتي مِن بًقايا المُخيَّلات
مِنْ بَسْمةٍ جَمَدَتْ عَلى الشِّفاه
...........
حِين الوَداعْ ............
مِن همْسي فِي ليْلي 
مِن وَجَعِي وَأَلمِ قلبِي
أنَا ...............
...............
أشتَاقُكِ 
دَوْما





أُنشُودَةُ الوَطَن
                                    (تحية للشاعر الصديق محمد جربوعة
                            من الجزائر شاعرا و إنسانا )
أيَا وَطَنًا
كَعَابِقِ الشَّذَى
كَطَلْعَةِ القَمَرْ
تُحِبُّهُ الأراملُ
تُحِبُّهُ الثَّكالَى
يُحِبُّهُ الرّضيعُ
في بسْمةِ العُمُرْ
يُحِبُّهُ الشُّيُوخُ كصَفْحَةِ السَّمَاءْ
تُعَانقُ القَمَرْ
وَالأنجمَ الزُّهُرْ
تُحِبُّهُ تِلميذَةٌ تسَايرُ الطَّريقَ
تشُقُّها جبَالًا
وَالسَّهلَ وَالوعَرْ
وَتسْألُ الرِّفاقَ عَن حُبِّه الأغَرْ
يُحبُّهُ التِّلميذُ حَافي القَدَميْنْ
تُحِبُّهُ الطُّيُورُ تُحَلِّقُ طَلِيقَة
وَتسْأمُ الكدَرْ
يُحِبُّهُ الرَّاعِي بِحُلْمِهِ البَئِيسِ
تَجَمَّدَ الكلامْ
وَبَوْحُهُ انتَحَرْ
لأنَّهُ يَعِيشُ بِغُرْبَةِ المكانْ
بِغربةِ الزَّمانْ
بِلهْفةِ المرُوجِ للقَطْر مِن مَطَرْ
****
يُحِبُّهُ النِّسْرينُ وَالوَرْدُ وَالرَّيْحَانُ
تُحِبُّهُ البَيَادِرْ
يُحبُّهُ النَّخيلُ يُلامِسُ السَّمَاءْ
يُعَانِقُ المدَى
يُنَاغِمُ القَدَرْ
تُحِبُّهُ المبَانِي بُيُوتُها العَتيقَة
وَالشَّارعُ الطَّويلْ
يَضِيقُ بالأمَاني
وَيلفُظُ الحَجَرْ
تُحبُّهُ المزارعْ
تُحبُّهُ الهِضَابُ وَالقِممْ
تُحبُّهُ الفُصُولُ
كالوَرْدِ في الرَّبيعْ
مُفَتَّح الزَّهرْ
كالبَردِ في الشِّتاءْ
كوَهَجِ الصّيْف
هَيْهَاتَ أنْ يَمُرّْ
تُحِبُّهُ البِحَارْ
تُحِبُّهُ الأنْهَارْ
وَمَعْبدُ الأحجارْ
تُحبُّهُ المسَاجدْ
تُحِبُّهُ الكنائِسُ وَالدِّيرُ في السَّحَرْ
تُحبُّهُ الفُنُونُ وَالأشعَارْ
وَرِعْشَةُ الوَتَرْ
تُحبُّهُ الأسْمَاءْ
تُحبُّهُ الأفعَالْ
يُحبُّهُ الإِعْرَابُ
وَعَسْجَدُ الكلامْ
يُحبُّهُ الأبْرَارْ
يُحِبُّهُ الثُّوَّارْ
وَالدِّمَاءُ في العُروق وَالأعمارْ
تُحبُّهُ الأَعرابُ في البَدوِ وَالحَضَرْ
****
يَا وَطَنًا
نُحِبُّكْ
لا نرْتجي الدَّليلْ
لا نرْتجي البَديلْ
وَيَشْهَدُ الزَّمَانُ بحُبِّنَا النَّبيلْ
سنُخلِصُ لحُبِّكْ
لا نَرْتضي العَميلْ
يَا وَطني نُحبّكْ
أُنشُودَةَ الحَيَاة
وَبَسْمةَ العُمُرْ
سَتُزهِرُ الأمَاني
وَالوَرْقُ في الشَّجَرْ
يُرَفرفُ القَلبُ الغرِّيدْ
بهَوَى وَطَني
بِقصَائِدِ العِشقِ الجَميلْ
يُغرّدُ الطّيرُ
وَيرقُصُ الشَّجَرْ
وَيصدَحُ الصَّوْتُ الأبيّْ :
"
عِشتَ يَا وطنْ "
عِشتَ يَا وطنْ
عِشتَ يا وطنْ
                               
                               ماجل بلعباس في 17/03/2012







 وجهكَ عنواني
***

كَيْف أتُوهُ وَأنتَ أمَامِي
تَرْسُمُ السِّحْرَ حِين تَمُرْ
تَنثرُ البَسمةَ وَردَ الكلامْ
قَطْرَ النَّدى حِين السَّحَرْ
تَنشُر الشِّعرَ كلَّ صَباحْ
وَتعلمُ أنِّي أنا القَارئة
وَتعرفُ أنَّ الكلامَ مُتاحْ
لِسِحْر عُيوني الهادِئة
أبْحثُ عنكِ بيْن السُّطورْ
عَلِّي أراكَ هُناك تجِيءْ
أضُمُّ الكِتابَ بين الضُّلُوعْ
يَرتخِي الجفنُ كطفلٍ بَريءْ

***
2013





تسكع على مدارج الحياة

****
مُسافرٌ عَلى ضِفافِ اللّيلِ
زادِي طَيفُ مَن غابُوا
وَحدي أَرقبُ النّجمَ...
فهَل تنْحَني لي الصِّعابُ؟
بيْن حَبيبةٍ وَوطنٍ
ضاعَ العمرُ..
ضاعَ الشّبابُ..
***
هَا قَد ذَرفتْكَ بِلادُك اليومَ
ولفظَكَ الأحبابُ
أوَ تدْري كمْ مِن عمرِك مرَّ وهمُومُك أسرابُ؟
فهَذي حَبيبهْ
مزّقتْ كلَّ رِداءاتِها
أضْرمتْ فِيك عِطرَ النُّهودِ
وَقطراتِ مِن شَفتيها رُضابُ...
لا ظلَّ رَافقهَا إِذ رحلتْ
سِوى رُوحِك الهائمَة ،
أين المفرُّ..
أيْن المآبُ..؟
***
رَفيفُ الحُلمٍ يجْنحُ
يــَتــَفــــَتــَّقُ اللَّيلُ عَلى نَخبكَ الخاوِي
فيَنزّ نزيفُك خمرًا
أهوَ الفرحُ أمْ هُوَ الاكتئابُ..؟
****
وَهَذا وَطنٌ
يقتُله الألمُ الموْجُوع
يملؤهُ الصُّراخُ والأوصَابُ
فيَا سَاكِني القُبُور هلاّ شَفَعْتُم
فإنَّ دُعاءَكُم مُجابُ..
إنّي وَاللهِ
أشْتَهِي أنْ أقْضِمَ بقيَّةَ أيَّامِي
بيْن مَوْتٍ وَمَوْتٍ ...
موْتٍ بيْن نَاهِدَي حَبيبهْ...
وَموتٍ عَلى مَشَارِفِ وَطنٍ......
وَأنْتَهِي...
***
تونس 2013













لا تَعْجَبِي

عَشِقْتُ الكَثِيرَ، تَركتُ الكثِيرَ 
وَكلُّ النِّهَايَاتِ مَحْضُ اخْتيَارِي
فَأنْتِ الوَحِيدَة
 سأُخفيكِ عبْر السِّنينْ
وأخْفيكِ خلفَ جدَاري
تَلاحِقُني نَظَراتك دَومًا
فَأمْضي في دُروبٍ مِن دَوَارِ
أَنسَى الحُروفَ أنْسى القَصِيدة
وَأنسَى الكلامَ و كلَّ الأشعَارِ
سَئمتُ الرَّحِيلَ، سَئِمْتُ الوُقُوفْ
فَهَلْ يَعْنِي هَذا انتحَارِي
فَلاَ تَعْجَبِي كيفَ أُحِبُّك
وَلاَ تَعْجَبِي مِن طُول انتِظَاري









إِجْتِيَاحُ الإِحْتِيَاجِ
****
أَحْتَاجُكِ تِرحَالاً
نَهَمًا
إرْتِواءً
وَطَنًا آخَرَ بِهِ أَحْلم
أَحْتاجُ ليْلة أٌخْرَى
لَيْلة خَمْر لأْسْكر
بَدَلَ هذا الصَحْو
أَحْتَاج
أَنِِْ أَغفٌو
أَنْ أَصْحُو فِي الغَفْوِ
فَأَنَا رَجُلٌ لاَ يَصْحُو إِلاّ فِي قِمَّةِ السُّكْر
أَحتَاجُ
لِأُنْثَى تَحْمل بَيْن نَهْديْها جَبَلا أَخْضَرَ
وَشَرابًا أَحْمَرَ
لأََسْكرْ
أْحتاجُ
أُنْثَى مِنْ رَبِيعٍ عَلَى خَدَّيْهَا أُزْهِرْ
أَحْتَاجُ وَطَنًا جَديدًََا
عَلَى ضِفَافِ بَحْرِهِ أَكْتُبُ تَاريخَ وِلاَدَتِي
ثُمَ أُبْحِرْ
أَحتاجُ
كَوْنًا آخرَ يُلَمْلِمُ غُرْبَتي
فَقَدِ أَتْعَبَنِي التِرْحَالُ بيْنَ عَيْنٍِ وَعَيِنٍ
بَيْنَ رَسْمِ وَرَسْمِ
بَيْنَ وَطَنِ جَرِيح وَوَطَنِ أَلِيمِ
بَيْنَ أُنْثَى وَأُنْثَى
أَحتاجُ
شَرَابًا جَدِيدًا يَرْمينِي بَينَ أَحْضانِ الغَفْوةِ
يُنْسِينِي أَلَمِي
جِرَاحِي
تَعَاسَتِي
يُنْسِينِي وَطَني
وَحَتَّى شِفَاهكِ وَمُدَامَكِ المُسْكر
أَحْتاجُ مَنْ يُنْسينِي
أَنَّنِي أَنَا
وَأَنْتَهِي أَنَا

2013












يا آهات الجبال المكبوتة
و أنين البحر الموجوع
هذي مشانق للذكرى
تحفظ ألم الجرح المسموع
من وطن كان وطن
فصار كالحلم الممنوع



















الفهرس:


إهداء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ02
 تقديم ـــــــــــــــــــــــــــ  03
تصديرـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ09
رسالة ـــــــــــــــــــــــــــــ 10
قوافل الحزن و الدموع ـــــــــــــــــــــــ 11
همس المساء ــــــــــــــــــــ 13
رحيل في السراب ــــــــــــــــــــــــــــــ 14
غربة الروح ـــــــــــــــــــ  15
امتهان الانتظارــــــــــــــــــــــــــــــــــــ16
غيم الصبر  ــــــــــــــــــــ 17
علمني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 18
من اكون ــــــــــــــــــــــــ 21
كلام النرجس ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 24
 لوحة ــــــــــــــــــــــــــ  25
اطياف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ26
لا تلومي  ـــــــــــــــــــــ 27
ازهار الصباح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ9 2
الى صديقي ـــــــــــــــــ 30
لوحة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 31
 بعض كلام  ـــــــــــــــ  32
وطني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ33
بلادي ــــــــــــــــــــــــ 34


بيني و بين نزار ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 35
سيد المجانين  ــــــــــــــــــــ 36
هذيان  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 39
حبيب ــــــــــــــــــــــــــــــ  41
الهارب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ43
بعد اللقاء ـــــــــــــــــــــــــ 45
تراتيل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 47
مناجاة ــــــــــــــــــــــــــــ 50
.......... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  52
تهويمات عاشق  ــــــــــــــ53
حين اهفو اليك  ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 54
لست نسيا  ـــــــــــــــــــــ 56
حيرة  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 57
 هدية ــــــــــــــــــــــــــــ  58
اثار الكلام ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ59
همس الشوق  ـــــــــــــــ 60
انشودة الوطن  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 61
وجهك عنواني   ــــــــــ 65
تسكع على مدارج الحياة  ـــــــــــــــــــــ 66
 لا تعجبي  ــــــــــــــــ  69
اجتياح الاحتياج ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ70
آهات  ـــــــــــــــــــــــ 71